استبعد البرلمان الإيراني استئناف المحادثات مع أميركا قبل تلبية "شروط مسبقة"، في حين لوحت دول الترويكا الأوربية بإعادة فرض العقوبات على طهران، كما تعهدت الصين بمواصلة دعم إيران لحماية سيادتها.
وفي طهران قال البرلمان الإيراني في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية اليوم الأربعاء إن المفاوضات مع الولايات المتحدة "ينبغي ألا تبدأ قبل استيفاء شروط مسبقة".
وجاء في البيان "عندما تستخدم الولايات المتحدة المفاوضات أداة لخداع إيران والتستر على هجوم عسكري مفاجئ من الكيان الصهيوني (إسرائيل)، لا يمكن إجراء المحادثات مثلما كان في السابق".
وحسب البيان "يجب وضع شروط مسبقة ولا يمكن إجراء أي مفاوضات جديدة حتى تنفيذها بالكامل"، لكن البيان لم
ولم يذكر البيان تلك الشروط، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سبق أن قال إنه يجب وجود ضمانات بعدم تنفيذ هجمات أخرى ضد طهران.
وكرر عراقجي الأسبوع الماضي موقف طهران بأنها لن توافق على اتفاق نووي يمنعها من تخصيب اليورانيوم، وسترفض مناقشة الملفات غير النووية مثل برنامجها للصورايخ الباليستية.

تلويح بالعقوبات
في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، قوله إن دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) ربما تعيد فرض العقوبات على إيران إذا لم يتم حل الخلاف المتعلق بالملف النووي خلال الصيف.
وأضاف المتحدث "هناك حاجة لحل دبلوماسي مستدام وقابل للتحقق يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية للمجتمع الدولي. إذا لم يتم التوصل لمثل هذا الحل خلال الصيف، فآلية العودة السريعة لتطبيق العقوبات هي خيار مطروح أمام الترويكا".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أمس الثلاثاء أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع إيران لأن مواقعها النووية "دمرت"، لكن الولايات المتحدة، بالتنسيق مع الترويكا الأوروبية، وافقت على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق.
إعلان
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس الثلاثاء، إن باريس ولندن وبرلين ستفعل آلية العودة السريعة لعقوبات الأمم المتحدة على إيران، بحلول نهاية أغسطس/آب إذا لم يحدث تقدم ملموس بشأن الاتفاق.

تعويل على الصين
وفي بكين ناقش وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره الصيني وانغ يي تداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل وتوسيع العلاقات الثنائية بين بلاده والصين.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها اليوم الأربعاء أن الوزير الصيني أكد خلال اللقاء أن بلاده "ستواصل دعم إيران في مقاومة سياسات الاستقواء والدفاع عن حقوقها عبر المفاوضات".
وبحث عراقجي الذي یزور الصین حالیا للمشارکة في الاجتماع الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون مع نظیره الصیني الیوم استمرارا لمشاوراته مع نظرائه في هذا الاجتماع.
وحسب بيان الخارجية الإيرانية "أطلع عراقجي نظيره الصيني على آخر التطورات عقب العدوان على إيران ووقف الأعمال العدائية، وأكد مسؤولية مجلس الأمن وجميع الحكومات عن القيام بواجباتها في صون السلام والأمن في المنطقة والعالم.
وأفاد البيان بأن وزیر الخارجية الصیني أشاد بـ"بحسن نية إيران ونهجها المسؤول والذكي في منع تصعيد التوتر والصراع في المنطقة، مؤکدا موقف الصين الثابت في دعم وحدة أراضي إيران وسيادتها وأمنها الوطني".
وأوضح أن موقف الصين المبدئي هو "رفض البلطجة والأحادية واستخدام القوة، ودعم الدبلوماسية والحوار لحل القضايا والنزاعات".
كما أكد الوزير الصيني أيضا "استمرار الجهود والمشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف لمنع تصعيد التوتر في المنطقة، وأعلن استعداد الصين لتقديم أي مساعدة في هذا الصدد في المحافل الدولية، وخاصة على مستوى مجلس الأمن الدولي".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قد أكد أمس أن الصین یمکنها أن تلعب دورا مهما وبناء في أي مسار دبلوماسي یتصل بالملف النووي الإيراني.
وخلص تحليل أصدره معهد دراسة الحرب مؤخرا إلى أنه في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، "تسعى طهران لتعزيز التعاون العسكري مع الصين".
كما تشير التقارير إلى أن إيران تدرس شراء مقاتلات صينية لتحديث قوتها الجوية. مع ذلك، نفت وزارة الخارجية الصينية التقارير التي تفيد بأن إيران تحصل على أنظمة دفاع جوي صينية.
0 تعليق