الحبشان لـ"سبق": رأس المال البشري هو التحدي الأكبر أمام مستقبل الرياضة السعودية - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

15 يوليو 2025, 9:22 مساءً

أكد الدكتور خالد بن سعد الحبشان، الحاصل على درجة الدكتوراه في حوكمة الشركات، أن التحدي القادم والأكثر تأثيرًا في القطاع الرياضي السعودي ليس في البنية التحتية ولا في الصفقات الكبرى، بل في الاستثمار برأس المال البشري المؤهل، الذي يمتلك الأدوات العلمية والإدارية لقيادة المرحلة وتحقيق استدامة الإنجازات.

وقال الحبشان في حديثه لـ"سبق"، إن المملكة تشهد طفرة رياضية لافتة من حيث إنشاء الملاعب وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى وعقد الصفقات الضخمة، إلا أن الصورة في العمق تكشف عن فجوة واضحة في الكفاءات الإدارية المتخصصة. وأضاف أن التوسع الكمي مهما كان ضخمًا، لن يصنع قطاعًا رياضيًا احترافيًا دون وجود كفاءات وطنية تمتلك المهارة والمعرفة والخبرة لإدارة وتطوير وصناعة القرارات داخل هذا القطاع الحيوي.

وأوضح أن مفهوم الرياضة عالميًا تغيّر، ولم يعد مقتصرًا على التنافس داخل الملعب، بل تحوّل إلى صناعة قائمة على الاقتصاد والثقافة والإعلام والتقنية والإدارة. وقال: "نحن بحاجة إلى محللي بيانات، مديري استراتيجيات، مختصي تسويق، خبراء قانون رياضي، تقنيي بث، ومهندسي تجربة مشجعين، فهل نمتلك الكفاءات الكافية لشغل هذه المواقع؟"

وأشار إلى تقرير حديث صادر عن “PwC Sports Survey” لعام 2023، كشف أن 86% من قادة الأندية العالمية يرون أن تطوير الكفاءات البشرية هو العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد مستقبل الأندية، متقدمًا على الابتكار التقني والتمويل، وهو ما يعكس تغيرًا في أولويات النجاح الرياضي عالميًا.

وسلّط الحبشان الضوء على تجارب عالمية ناجحة مثل نادي ليفربول الإنجليزي الذي قفز من أزمة مالية إلى قمة البطولات بفضل منظومة بشرية محترفة تعمل خلف الكواليس، في المقابل عانت أندية كبرى مثل برشلونة من تراجع واضح رغم شهرتها، نتيجة لضعف الأداء الإداري وعدم وجود رؤية مؤسساتية.

وأضاف أن السعودية تمتلك فرصًا ذهبية واستثمارات ضخمة أطلقتها الدولة، بدءًا من برامج الخصخصة، مرورًا بتأسيس أكاديميات رياضية كـ"مهد"، وانتهاءً بدعم الأندية للتحول إلى كيانات تجارية. لكن التحدي الحقيقي يكمن في "من يدير؟"، وهل لدينا القيادات الوطنية المؤهلة لقيادة هذه المرحلة الحرجة من التحول؟

وبيّن أن الجامعات السعودية لا تزال تقدم برامج محدودة في مجالات الإدارة والتسويق الرياضي وتحليل الأداء، مقارنة بجامعات عالمية مثل Columbia الأمريكية أو Loughborough البريطانية، التي تُخرّج نخبة من القادة الرياضيين المتخصصين. وقال إن المملكة بحاجة إلى نموذج وطني شامل لصناعة القيادات الرياضية، يبدأ من تحديد المسارات المهنية، ويشمل الابتعاث والتدريب المتخصص، وتحفيز دخول الشباب والشابات إلى مهن الإدارة والتخطيط لا فقط الملاعب والتحكيم.

واقترح الحبشان إطلاق مبادرة وطنية لتأهيل 500 قيادي رياضي سعودي بحلول عام 2030، في مجالات متعددة تشمل الإدارة، القانون، التقنية، الإعلام، والتسويق، بالتعاون بين وزارة الرياضة ومعهد الإدارة العامة وصندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، من خلال برامج تدريب مهني وتنفيذي بشهادات دولية معتمدة.

وأشار إلى أهمية دور القطاع الخاص بعد التوجه نحو الخصخصة، مؤكدًا أن الشركات الرياضية بحاجة إلى كوادر بشرية تجمع بين الخلفية الرياضية والتجارية، ويمكن تحفيزها على تأسيس أكاديميات داخلية لتطوير كوادرها الإدارية، أسوة بكبرى الأندية الأوروبية.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور الحبشان على أن الاستثمار في المنشآت والفعاليات والمواهب الأجنبية خطوة جيدة، لكنها لن تكون كافية ما لم يتزامن معها استثمار حقيقي في الإنسان السعودي. وقال: "نحتاج إلى من يقود هذه المنظومة، من يُدير ويتخذ القرار، من يضمن استدامة النجاح، لأن رأس المال البشري هو المستقبل، وإن لم نبنه اليوم، فلن يُبنى القطاع أصلًا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق