خبير عسكري: ما يحدث في سوريا تنفيذ ميداني لمشروع الشرق الأوسط الجديد - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذر الأكاديمي والخبير الإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي من أن سوريا في خطر الآن، وهي تسير باتجاه الفدرالية والتقسيم، لافتا إلى أن مبدأ كسر الحدود في السويداء جنوبي سوريا يهدف إلى وضع اليد على الجغرافيا.

وقال -في تحليل للمشهد السوري- إن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تأتي في إطار التنفيذ الميداني لما يطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الجديد، بدليل أن الاحتلال يزعم حماية الدروز في السويداء، لكنه يقوم بقصف العاصمة دمشق.

وأضاف الشريفي أن الغرض من الاعتداءات الإسرائيلية هو إضعاف المؤسسة العسكرية السورية، وتوجيه رسالة إلى تركيا التي قال إنها تسعى إلى إعادة هيبة الجيش السوري.

ونفذت إسرائيل اليوم الأربعاء غارات عنيفة على دمشق استهدفت مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، وقررت نقل قوات إلى الجولان السوري المحتل، وذلك بذريعة حماية الدروز من الهجمات في جنوب سوريا.

كما شهدت الحدود السورية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، توترا أمنيا متصاعدا، حيث أكد الجيش الإسرائيلي عبور عدد من المواطنين الإسرائيليين السياج الحدودي في منطقة مجدل شمس إلى داخل سوريا، مضيفا أن قواته تحاول إعادتهم "بسلام".

وربط الشريفي ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في سوريا بجذور المشاريع التي أعدت للتنظير لمنطقة الشرق الأوسط منذ عقود من الزمن.

وأوضح أن ما ينفذ اليوم هو تحويل نظرية بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي) التي يطلق عليها نظرية "شد الأطراف" إلى واقع تطبيقي، وتقوم على أساس تفعيل دور الأقليات لا سيما المضطهدة في تشكيل دويلات قومية صغيرة أو كانتونات وعلى أساسها تتشكل المنطقة من وحدات إدارية أقرب منها إلى الدولة وحينها ستكون إسرائيل صاحبة اليد الطولى إقليميا ودوليا.

وتقول نظرية بن غوريون إن المجتمعات والدول لا يمكن تقسيمها إلاّ بتحريك الأقليات الفرعية.

إعلان

تصدع وغياب وحدة الموقف

ويذكر الخبير العسكري والإستراتيجي أنه منذ حرب الخليج الأولى يتم الترويج لما يطلق الأبعاد الطائفية والعرقية والإثنية، وذلك تمهيدا لانفجار الشرق الأوسط وتشظيه إلى دويلات صغيرة.

وفي الخطط الإسرائيلية، فإن القنيطرة ودرعا والسويداء هي العمق الإستراتيجي الضامن لحصانة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أما العمق الإستراتيجي الضامن للأمن القومي الإسرائيلي فيتمدد حتى يصل مشارف الفلوجة في العراق.

وعن المطلوب إقليميا للتصدي للمشاريع الإسرائيلية، أشار الأكاديمي والخبير الإستراتيجي إلى أن المنطقة تعاني من غياب وحدة الموقف وغياب تحصين للمنظومة القيمية، بالإضافة إلى التصدع الذي أصاب بعض الدول.

وتحدث الشريفي في السياق ذاته عما سماها الترويكا الإقليمية وهي: تركيا وقطر وإيران، وقال إن الأكثر وعيا في إدارة الأزمة كانت قطر، حيث عملت على تقريب وجهات النظر وما زالت تذهب في هذا الاتجاه في مسألة قطاع غزة، ولكن صوتا واحدا لا يجد صدى.

وأشار إلى أن الخلل في تقييم وتقدير الموقف أدى إلى التراجع الإقليمي الذي تشهده المنطقة حاليا، ولو كانت القراءة أكثر عمقا لكان الاشتباك في المنطقة سياسيا وليس تعبويا على مستوى الميدان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق