كيف فسَّر إسرائيليون تزايد حالات الانتحار بين جنود الجيش؟ - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انتقد ناشطون إسرائيليون الحكومة التي يحملونها مسؤولية تزايد حالات الانتحار في صفوف الجنود الذين قالوا إنها تدفع بهم لحرب قاسية، وتهملهم عن عمد ولا تقدم لهم الرعاية اللازمة. 

 

ومن المعروف أن الحروب تترك كثيرا من الآثار النفسية على من يخوضونها، ومن ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق والاكتئاب، وصولا إلى الانتحار.

ووفقا لحلقة 2025/7/16 من برنامج "شبكات"، فقد انتحر 43 جنديا خلال الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 21 انتحروا خلال 2024 وحدها، وهو رقم كبير مقارنة بحالات الانتحار في سنوات سابقة.

وانتحر 3 جنود إسرائيليين خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط، ونُقل رابع إلى المستشفى في حالة حرجة بعدما أطلق النار على نفسه. كما تواصل نحو 30 ألف جندي مع الخط الساخن للصحة النفسية منذ بداية الحرب، حسب بيانات الجيش الإسرائيلي.

وتم تسريح حوالي 200 عسكري، بسبب مشكلات نفسية ناجمة عن الحرب. وعزت بعض التقارير ارتفاع حالات الانتحار إلى توسع قاعدة الخدمة الإجبارية والاحتياطية التي ضمت جنودا غير مستعدين نفسيا أو بدنيا للمعارك.

لكن الجنود الذي يعترفون بمشاكلهم النفسية يقولون إنهم لا يتلقون المساعدة المناسبة، وإنهم يخضعون لبيروقراطية كبيرة لتلقي العلاج، ويرون أن المختصين النفسيين الـ800 الذين يوفرهم الجيش لا يكفون للتعامل مع العدد الكبير من الحالات.

إهمال حكومي متعمد

ومن بين الجنود المنتحرين، دانييل إدري، الذي أضرم النار في نفسه، وترك رسالة قبل إنهاء حياته قال فيها: "أنا أفقد عقلي.. أشم رائحة الموت والجثث". وقد أكدت عائلته أنه توسل لتلقي العلاج النفسي، لكنه لم يحصل عليه بسبب الإجراءات الإدارية التي تأخذ وقتا طويلا.

وأثار تزايد حالات الانتحار بين الجنود حديثا على مواقع التواصل حيث اتهم إسرائيليون الحكومة بالإهمال المتعمد للجنود، وقالوا إن هذه الحرب تُفقد الجنود حياتهم وكرامتهم. فيما قال ناشطون عرب إن ما يعيشه جنود الاحتلال أكبر بكثير مما يتحدثون عنه.

فقد كتب "ماسئير": "يستخدمون شبابنا في الحروب ثم يتركونهم بعد ذلك دون رعاية. لا يوجد علاج حقيقي للصحة النفسية لدى جنودنا، وما يحدث هو إهمال مقصود. نخسر الأرواح ونفقد كرامة جنودنا".

إعلان

كما كتب ليئور: "ظروف القتال قاسية للغاية، والجنود يواجهون معارك ليست فقط على الأرض، بل في أعماق نفسياتهم المدمرة التي لا تراعى بما يكفي".

أما علي، فقال "إن ما يشاع عن رعب الجنود وخوفهم هو أقل مما يعانونه فعلا. الحقيقة أن القتال يكشف عن أوجاع نفسية عميقة لا ترى، والرعب الحقيقي هو ما في قلوبهم".

وأخيرا، قال محمد: "الرعب الذي تزرعه المقاومة في قلوب جنود الاحتلال يتصاعد حتى يختار بعضهم الانتحار بينما حكومتهم لا ترى فيهم سوى عبئا يثقلها".

ولا يعترف جيش الاحتلال بعدد حالات الانتحار بين صفوفه وينشر حصيلة سنوية فقط، وهو ما دفع 9 أعضاء من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست لعقد جلسة طارئة لمناقشة تصاعد حالات الانتحار بين الجنود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق