أفادت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، اليوم الخميس، بأن الوسطاء قدموا لإسرائيل وحركة حماس مقترحا محدّثا بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين عقدت محادثات قطرية أميركية بشأن المفاوضات.
فقد قال موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مصدرين إن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت الاقتراح المحدث أمس.
ومن جهة أخرى، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أن المقترح الجديد قدمه الوسطاء القطريون ووقعته مصر والولايات المتحدة أيضا، وقالت المصادر إنه يتضمن مدى انسحاب إسرائيل من غزة، وكذلك النسبة بين عدد الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سيفرج عنهم في إطار صفقة محتملة.
كما نقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل قدمت تنازلات كبيرة بشأن الأراضي التي سيظل الجيش فيها خلال وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أن إسرائيل قدمت للوسطاء اليوم خرائط محدثة تظهر انسحابا واسعا لقواتها من محور موراغ بين رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن هؤلاء المسؤولين- إن الديناميكية في محادثات الدوحة إيجابية، ولا تزال هناك حاجة لتقليص الفجوات بين الأطراف.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم إن الجيش على استعداد لبذل مرونة أكبر وانتشار في حدود جديدة بقطاع غزة من أجل المفاوضات.
وفي غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ببدء اجتماع المجلس الوزاري المصغر لبحث آخر التطورات بشأن المحادثات الجارية في الدوحة والرامية إلى إبرام اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية تحدثت مساء أول أمس عن تقدم كبير في محادثات الدوحة، وقالت إن "الطريق إلى الصفقة بات ممهدا".
ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بقطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
إعلان
وخلال الأيام القليلة الماضية، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل عرضت خرائط تبقي احتلالها لنحو 40% من مساحة القطاع، بما في ذلك محور موراغ الممتد بين رفح وخان يونس، وهو ما ترفضه حماس.
ونقلت قناة الأقصى الفضائية مساء أمس عن جهاد طه المتحدث باسم حماس أن الحركة لن تقبل بفصل أي منطقة عن قطاع غزة وترفض بقاء جيش الاحتلال فيه.

معارضة للانسحاب
في هذه الأثناء، قال وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم إن انسحاب الجيش من محور موراغ خطأ جسيم، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التراجع عنه.
كما دعا بن غفير نتنياهو إلى وقف المفاوضات وإصدار التعليمات اللازمة لاحتلال غزة بالكامل وتشجيع الهجرة والاستيطان.
وفي وقت سابق اليوم، قال هذا الوزير الإسرائيلي إنه سيتخذ قرارا في الوقت المناسب بشأن الانسحاب من الحكومة، لافتا إلى أنه لا يريد الانسحاب من الحكومة ويريد الاستمرار بكونه وزيرا.
وكان نتنياهو قد أشار مرارا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، بيد أنه ردد مرارا أن أي اتفاق يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال.
وتجري المفاوضات الحالية على أساس مقترح أميركي ينص على الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 من أصل 20 أسيرا) على أن تمهد الهدنة لمحادثات تفضي لوقف الحرب.
وتطالب حركة حماس بضمانات لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف العدوان نهائيا والدخول غير المشروط للمساعدات والإعمار.
ومن جهتها، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بوضع حد لمحاولات عرقلة الجهود الرامية لإنهاء الحرب واستعادة هؤلاء الأسرى جميعا.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن ممثلي عائلات الأسرى ونشطاء أغلقوا صباح اليوم شارع أيالون في تل أبيب ورفعوا لافتات كتب عليها "نتنياهو يعطل إرادة الشعب أعيدوا الجميع" و"اخرجوا من غزة".
وأضافت أن العائلات والنشطاء هتفوا بشعارات تُحمّل نتنياهو عرقلة التوصل لصفقة تبادل على عكس إرادة المجتمع، وجر إسرائيل إلى حرب أبدية.

محادثات بالبيت الأبيض
وبالتزامن مع تواصل المفاوضات في الدوحة، قال مراسل الجزيرة إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس في البيت الأبيض وبحثا مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تزال في المرحلة الأولى، مؤكدا أن فِرق التفاوض لا تزال في الدوحة.
وأضاف الأنصاري أن قطر تواصل جهودها للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن.
وقبل أسبوع، أفاد موقع أكسيوس الإخباري بأن وفدا قطريا التقى مسؤولين رفيعي المستوى بالبيت الأبيض لعدة ساعات قبل اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأميركي.
إعلان
وكان ترامب تحدث مرارا -في الآونة الأخيرة- عن احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبا.
المصدر: الجزيرة + رويترز + الصحافة الإسرائيلية
0 تعليق