أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان وغزة ليست مجرد عمليات منفصلة، بل تأتي ضمن تنسيق استخباراتي وعسكري ممنهج يخدم رؤية إسرائيلية أشمل لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، بما يتماشى مع ما يُعرف بمشروع "ممر داوود".
وأضاف العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا المشروع يرتكز على نبوءات توراتية قديمة، تهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات، وهو ما يفسر تحركات إسرائيل المكثفة عبر أكثر من جبهة.
وأوضح أن الفرات وهو نهر يمر بثلاث دول هي سوريا والعراق وتركيا يعد محورًا استراتيجيًا لهذا المخطط، حيث تسعى تل أبيب لتقسيم هذه الدول على أسس عرقية وطائفية.
وأكد أن العراق يمثل محورًا رئيسيًا في هذا السيناريو، مع وجود ميليشيات مدعومة من إيران مثل الحشد الشعبي، التي تستخدم كأداة لإعادة هندسة المشهد السياسي والجغرافي داخل البلاد، تمهيدًا لتقسيمه إلى كيانات طائفية.
وتابع: إسقاط نظام بشار الأسد جزئيًا، واستبداله بمحمد الجولاني في بعض المناطق، يأتي في إطار خطة ممنهجة لتقسيم البلاد، تبدأ بفصل مناطق مثل السويداء ودرعا وجبل الشيخ، لتشكيل دولة درزية، ثم يتبعها عودة الأسد لكن لحكم دولة "علوية" مصغرة على الساحل السوري فقط، مع إعلان كيانات سنية وكردية منفصلة.
وبخصوص لبنان وحزب الله، أشار إلى أن إسرائيل تفضل خوض "حرب بين الحروب"، تعتمد على الضربات الجوية والتكتيكية، والحرب السيبرانية، والاغتيالات، دون الدخول في حرب شاملة قد تجرّ عليها خسائر كبيرة، خاصة في ظل امتلاك حزب الله لما يزيد عن 150 ألف صاروخ قادر على استهداف العمق الإسرائيلي.
0 تعليق