تمر اليوم ذكري ميلاد الفيلسوف والمفكر الفرنسي روجيه جاوري، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 17 يوليو1913، ويعد أحد أبرز المفكرين البارزين الذين ناهضوا المشروع الاستيطاني للكيان الصهيوني.
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
يعد واحدًا من أبرز الكتب للمفكر الفرنسي روجيه جارودي، الذي يكشف عبره موقفه من اليهود والصهيوينة وقيام دولة إسرائيلي، هذا الأمر الذي لم يكن جديدًا على روجيه جارويد حتى قبل إسلامه ، فقد ظهر واضحًا جليًا عام 1982 عقب صدور بيان الشهير "مجاز لنان: معنى العدوان الإسرائيلي"، والذي وقعه معه الأب ميشيل لولون والقس لإيتان ماتيو.
في أعقاب صدور هذا الكتاب، تلقى جارودي دعوى قضائية لأنه قال في كتابه: إن النصوص التوراتيه أو اضطهاد هتلر لليهود لا يمكن أن يبررا سرقة أراضي فلسطينيه واقتلاع سكانها وقمعهم بتلك الصورة الوحشية والدموية، كما أنها لايمكن أن يبررا الخطة الإسرائيلية الرامية إلى تفكيك أواصر الدول العربية وتفريقها.
يكشف الكتاب بالحجج والوثائق النقاب عن زيف الأساطير التي تأسست عليها السياسة الإسرائيلية، فقام جارودي بتفنيد ما استندت اليه الصهيونية العالمية لإنشاء دولة اسرائيل، يتضمن الكتاب ثلاثة أجزاء، فضلًا عن مقدمة وخاتمه فالجزء الأول يتناول "الأساطير اللاهوتية: ويعالج الجزء الثاني موضوع أساطير القرن العشرين، أما الثالث فقد كرسه للحديث عن الاستخدام السياسي للأسطورة.
لماذا هذا الكتاب يقول جارودي بأن الكتاب جزء من ثلاثية خصصها لمحاربة التطرف لدى جميع الأديان السماوية، واستطرد يقول: إن هذا الجزء ينصب على الأساطير التي قامت عليها السياسة الإسرائيليه.
وتابع حاولت شجب ما فيها من هرطقة سياسية صهيونية ترمي إلى استبدال رب إسرائيل بدوله إسرائيل، وإن دولة إسرائيل كا هي الا "رد الرب على الهولوكوست"، ويلفت جارودي إلى أن هذا الكتاب يحافظ بأمانة على النقد السياسي والأيديولوجي دون إسراف أو تعسف.
أسطورة الوعد
لنسلك أعط هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات "سفر التكوين 15 - 18، يلقى جارودي الضوء على تلك القراءة المتطرفة للصهيونية السياسية ويوثق تصريحات وأحداث تدلل على تلك القناعة ويستشهد بأبحاث تاريخية تفيد أسطرة الصهيونية لفكرة الوعد من تلك التصريحات "إذا كنا نملك التوراة، وأذا كنا نعتبر أنفسنا شعب التوراة فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي التوراتية"، هذا الحديق للجنوال موشي ديان عبر صحيفة جيروزاليم بوست في 10 أغسطس 1967.
ويسرد عدد من الأمثلة الأخرى التي تصب في التفسير المتعصب، والتي منها قتل الدكتور باروخ جولد شتين عددًا من العرب وهم يصلون في الحرم الإبراهيمي عام 1944.
أما عن التفسير المسيحي فيذهب جارودي إلى أستاذ العهد القديم في كلية اللاهوت البروتستانيته في جنيف البير بوردي، والذي يوجز عبر رسالته للدكتوراة "الوعد الإلهي والخرافة الشعائر به في أدبيات يعقوب " إلى أن الموضوع التوراتي لهبة البلاد يستمد أصوله من "الوعد الأول " أي الوعد الإلهى لإبراهيم بحسب المأثور في سفر التطوين، فأقاويل سفر التكوني تنقل لنا في مرات عديدة وبأشكال مختلفة: إن الله وعد الأباء وذرايتهم بملكية الأرض التي كانوا في سبيلهم إلى التوطن فيها.
ويذهب جارودي إلى عميدة كلية اللاهوت السيدة فرانسوز سميت التي تقول "إن البحوث التاريخية الأخيرة توصلت إلى تقليص العروض اللاسكيية للخروج من مصر، وغزو كنعان، والوحدة القومية الإسرائيلية قبل المنفى وصورتها على أنها قصة خرافية، فعلم التاريخ التوراتي لا يخبرنا بما يقصه علينا بل يخبرنا عمن كتبوه".
0 تعليق