مراسلو الجزيرة نت
بغداد- شهدت محافظة واسط العراقية، مساء أمس الأربعاء، فاجعة مروعة إثر اندلاع حريق هائل في "هايبر ماركت الكوت"، موديا بحياة 60 شخصا بينهم مواطن أجنبي، ومخلفا 11 مفقودا وعشرات المصابين بحروق بليغة يرقدون في مستشفى الزهراء التعليمي.
الحريق الذي اندلع في ساعة الذروة بينما كان المتسوقون يتوافدون إلى المجمع التجاري، تسبب في تصاعد ألسنة اللهب بسرعة، وصعوبة بالغة في عمليات الإخلاء والسيطرة على النيران.
وأكد محمد جميل المياحي محافظ واسط، الذي أشرف على جهود الإغاثة، أن الوضع مأساوي. وفي أعقاب الكارثة، فتحت الحكومة المحلية تحقيقا رسميا عاجلا.
تحقيق وإجراءات
كما وصل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى موقع الحادث حيث أمر بتحقيق فوري، وإرسال فريق طبي، وتعزيز الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. في حين أعلن الحداد الرسمي لمدة 3 أيام في عموم البلاد.
من جانبه، قال المواطن حميد المياحي وهو أحد شهود العيان، للجزيرة نت، إن الحريق بدأ في الطابق الأرضي وامتد بسرعة، مشيرا إلى وجود مشاكل في مخارج الطوارئ فضلا عن أن الدخان الكثيف أعاق عمليات الإنقاذ.
وأضاف أنه كان موجودا لأكثر من 6 ساعات في منطقة الحادث، معبرا عن خيبة أمله من "تواضع الإمكانيات المتوفرة لتدارك الحريق من قبل الجهات المعنية وإنقاذ العوائل العالقة بالداخل لعدة ساعات".
من جانبها، أخلت وزارة التجارة العراقية مسؤوليتها عن الحادث، وأكد المتحدث الرسمي باسمها، محمد حنون، في بيان، أن "المجمع التجاري الذي حصل فيه الحادث في محافظة واسط لا يتبع الوزارة بأي شكل من الأشكال، ولا يمت بصلة إلى الشركات العامة التابعة لها أو المستثمرين المتعاقدين معها في مشاريع تعاون".
وأضاف حنون أن الوزارة "تتابع باهتمام تداعيات الحادث المؤسف"، مؤكدا حرصها على دقة تداول المعلومات، ومهيبا بجميع وسائل الإعلام والمواطنين توخي الموضوعية وعدم ربط مشاريع حققت نجاحا ملحوظا بأحداث لا علاقة للوزارة بها.
إعلان
تقصير واضح
من جهته، أكد عادل محمد البدراوي، عضو مجلس محافظة واسط، أن غياب مخارج الطوارئ وسلالم النجاة كان سببا مباشرا في الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا.
وقال البدراوي للجزيرة نت إن "هناك تقصيرا واضحا من الجهات التي منحت إجازة بناء الماركت، ومن بينها البلدية التي كان من المفترض أن تضمن توفر وسائل السلامة الكاملة قبل السماح بذلك، إضافة إلى دور الدفاع المدني".
وأضاف أن "المحافظة أعلنت الحداد لمدة 3 أيام، ونحن في اجتماعات طارئة وسريعة لكشف ملابسات ما حصل وأسبابه ومحاسبة المقصرين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية"، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة عاجلة لمتابعة حيثيات الفاجعة لاتخاذ قرارات طارئة.
وشدد على أن لجنة التحقيق المشكَّلة في المحافظة ستكون حقيقية، وستكشف نتائجها عبر وسائل الإعلام بشكل شفاف وواضح، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن هذه الفاجعة.
فواجع متكررة
وتأتي هذه "المأساة" لتعيد النقاش حول تراخيص المراكز التجارية ومدى التزامها بشروط السلامة والوقاية، في ظل غياب آليات رقابة صارمة، وتضاف إلى سلسلة من الحرائق الكارثية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة.
تتكرر فواجع الحرائق في العراق مخلفة وراءها عشرات الضحايا ومثيرة تساؤلات عن معايير السلامة والإجراءات الوقائية، ففي عام 2023 شهدت محافظة نينوى حريقا مأساويا في قاعة زفاف، أودى بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات.
كما شهدت العاصمة بغداد، في عام 2021، اندلاع حريق ضخم في مستشفى "ابن الخطيب"، نجم عن انفجار خزانات الأكسجين في قسم المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، أسفر عن مقتل 82 شخصا وإصابة العشرات، معظمهم من المرضى.
وفي العام نفسه، شهدت مدينة الناصرية حريقا كارثيا آخر في مستشفى الحسينية، وتحديدا في جناح عزل مرضى (كوفيد-19)، أودى الحريق بحياة 60 شخصا وإصابة العشرات، وكان سببه خللا كهربائيا وانفجارا في خزانات الأكسجين.
0 تعليق