ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية في غزة إلى 69 طفلا بحسب المكتب الإعلامي في قطاع غزة، في حين قالت حركة حماس إن المجاعة التي يفرضها الاحتلال على القطاع "جريمة متعمدة ضد الإنسانية".
ودعت حماس إلى حراك شعبي ورسمي عاجل لوقف هذه الجريمة البشعة وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين المحاصرين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد من سكان القطاع.
وأكد المكتب الإعلامي ارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء إلى 620 في ظل اشتداد المجاعة ومنع توزيع المساعدات بطرق إنسانية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل الى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين. وحذرت من أن مئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وعدم قدرة أجسادهم على الصمود.
أسوأ مراحل الكارثة
من جهتها، قالت "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" إن قطاع غزة يمرّ حاليا بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية. وحذّرت الشبكة من تسجيل وفيات، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، نتيجة سياسة التجويع. وطالبت بإدخال المساعدات إلى غزة فورا، في ظل الانعدام الكامل للطحين في القطاع.
وقدرت جمعية الإغاثة الطبية بغزة ارتفاع حالات سوء التغذية بنسبة 20% مقارنة بشهر يونيو/حزيران الماضي.
وقال مدير الجمعية، في تصريح للجزيرة، إن القطاع يعيش في مأساة حقيقية تتفاقم يوما بعد يوم مقدرا حاجة القطاع الصحي إلى 10 آلاف وحدة دم شهريا ولا يتوفر سوى ألفي وحدة دم فقط، مضيفا أن القطاع يشهد مجاعة واسعة بسبب منع دخول الغذاء.
إعلان
من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، للجزيرة، إن المستشفيات تتعامل مع مئات الحالات التي تعاني من الجوع الحاد وسوء التغذية يوميا. وأشار إلى أن العديد من المرضى يُظهرون أعراضًا خطيرة، مثل الإجهاد وفقدان الذاكرة، نتيجة الجوع الحاد.
وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى وفاة طفلة عمرها عام ونصف العام بسبب سوء التغذية في دير البلح وسط القطاع.

تواطؤ أوروبي
وبينما حمل المكتب الإعلامي في غزة الأوروبيين مسؤولية استمرار الجريمة بغزة، داعيا لوقف سياسة التواطؤ في جريمة الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس "لم تعد مقبولة"، مضيفا أن حكومته تحث على وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية شاملة لسكان المنطقة.
وذكر ميرتس في المؤتمر الصحفي التقليدي في برلين أن ألمانيا تقدم مساعدات إنسانية في قطاع غزة، ومستعدة لبذل المزيد من الجهود، مؤكدا في المقابل أن هذا يتطلب تسهيلات من الحكومة الإسرائيلية أيضا.
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الجمعة للعمل على تحسين الوضع في غزة.
0 تعليق