بريق تفاحة - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
•• تثير ساعة العصاري عندي الهيبة.. تمنحني معنى ثبات لم أره في ساعات أخرى ليلاً أو نهاراً.. أنتظر الظلال لأستمتع ببرودة الشمس قبيل انسلاخها وطلوع الشفق الأحمر.. أستمتع بمذاق روحي للأشياء الجميلة وكأنني ألمسها بحنان.. أصطبغ بالسكينة، خصوصاً في الأحوال التي ليس لديَّ ما أنجزه.. وفي إحدى تلك «العصاري»؛ زارني حديث نفس أثار تساؤلاتي حول «الحياة» التي تسعد بعضنا وتجلد آخرين.

•• من تزهو حياته تكسو سريرته موهبة قدرة التعامل مع الناس بطريقة مدهشة.. ومن لم تشخ روحه الحلوة؛ يضئ سراجاً يضوي حيرة الحيارى.. يفتش عن نور ينير به نفسه ومن حوله نحو الراحة والدفء والبقاء.. يحتسي الحياة المخضبة فيرش على الناس عبير الاستئناس.. بأسلوبه وطريقته الجذَّابة؛ يشتت ظلام الأيام ويصدِّعه.. وبإبريق من عسل برائحته النفَّاذة؛ يحوِّل ثياب تعاستهم إلى بريق تفاحة.

•• أما المتشبع بقلق مشحون؛ فتمر أوقاته ثقيلة على نفسه.. يشعر برعشة مقززة مكرورة تدغدغ أبدان من حوله.. يستبد به غضب من كل شيء.. يحتله وجعٌ لا قدرة له على استئصاله.. يعيش عذابات يومية مصدرها شعوره بوقوعه في فخ حياته المهترئة.. يدير ظهر قلبه عن الناس؛ فمرة يغيب عنهم ومرات يطل.. وفي طلته ينزلق على جدار الكراهية كخنجر يغرسه في خاصرهم.

•• بين هذا وذاك؛ شخص يعاتب الحياة، وآخر يعيش لحظاتها الهادئة ليصنع جذوراً وتجذراً لكل من يريد الاستمتاع بأوقاته؛ ثراءً وإرثاً روحياً.. بين من يمتطي الفجر بالنظر إلى قباب الحياة بفرشاة من نور، وآخر ينزلق متوسداً الشؤم في برهة بحث عن نفس ضائعة.. بين فكر هادئ دائم التجدد لا يموت إلا بموت صاحبه، وآخر رخ مجنون كمِرْبَد في دائرة لا تنتهي.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق