هاني منسي: الفن التشكيلي ملمح واضح في رواية "شوك وحيد" - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استضاف منتدى المستقبل للفكر والإبداع بمكتبة خالد محيي الدين، في حزب التجمع الوطني، ندوة أدبية لمناقشة رواية "شوك وحيد" للروائية والقاصة ابتهال الشايب، بحضور نخبة من النقاد والمهتمين بالشأن الثقافي، بينهم الناقد الأدبي د. يسري عبدالله، والشاعر والناقد عاطف عبدالعزيز، فيما أدارت الندوة الكاتبة إنجي همام.

وقال الروائي والناقد هاني منسي: "تفرض رواية "شوك وحيد" للروائية ابتهال الشايب سؤال الشكل والمضمون؛ فالمضمون يفرض الشكل، والشكل يولد المواضيع، فيتماهى كلاهما في الآخر ويتسق معه.

الرواية تتجنب السرد الخطي، وتعتمد على التقطيع الزماني والمكاني، والانزياح الدلالي. لا بداية ولا نهاية واضحة، بل انسياب مستمر لوعي/لا وعي البطل.

وأشار  “منسي” إلى أن الفن التشكيلي يظهر جليًا كملمح واضح في الرواية؛ فنجد أشكالًا هندسية وألوانًا تعبّر عن حالات داخلية. وربما خلق هذا التجريد عزلة مع المتلقي، أي هناك مسافة أو "تباعدية" بين النص والقارئ، لأنه ببساطة لا يتخيل أن يحدث هذا الشيء له. إلا أن هذا الشكل من الكتابة يحمل مغامرة سردية مميزة.

رواية تجسد فكرة العزلة في صورة "النربع المعلق في الهواء"

وذهب منسي إلى أن تتبدى العزلة والوجود المعلّق على القدر الذي يصنعه الفرد لذاته. تجسد الرواية فكرة العزلة في صورة "المربّع المعلّق في الهواء"، ككيان رمزي يمثل الوجود البشري المأزوم.

البطل "الوحيد" ليس مجرد اسم، بل هو التجسيد الفعلي للوحدة الوجودية والعاطفية.

ولفت إلى أن تتجلى فكرة السلطة/القدر، حيث يتكرر ذكر "القدر العظيم" بوصفه قوة غامضة تراقب أو تتحكم في مجريات الحياة داخل المربّع. يظهر هذا الكائن كتمثيل ميتافيزيقي للسلطة المطلقة التي ترسم مصائر الآخرين.

وذهب منسى إلى أن الرواية تطرح تيمات متشابكة حول الغموض الجنسي، والجندر، والهوية. نرى "الأب" ككائن له عضو ذكري يخرج من عينه، و"الأم" ككائن له شفاه واحدة يتكاثر من خلالها. العلاقة بين الجنس والتكاثر لا تخضع للمنطق البيولوجي التقليدي، بل تدخل في تخييل سريالي يحاكي اضطراب الهوية والتحوّل الجندري.

وتابع منسي: جميع الشخصيات تعيش داخل "المربّع" الذي يمثل العالم/الحياة، لكن لا أحد يبدو مدركًا لذاته أو للآخر. يغلفهم الغبار والغموض و"الهواء الأصفر" كرموز للضبابية والقلق والانفصال عن المعنى.

تظهر في الرواية صور العنف الرمزي والمادي؛ حيث تتكرر مشاهد: التهام، اقتلاع، سحب، نزع، سقوط. وكأن الجسد هو مركز العنف، وكل العلاقات محمّلة بتوتر جسدي ومعنوي. العالم الروائي قائم على "انتهاك دائم" لسلام الجسد والروح.

 وأشار منسي إلى  شخصية "الوحيد" هي الراوي والبطل، وتحمل أبعادًا رمزية كثيفة: ضائع، متردد، مليء بالرغبة والخوف والغيرة. يمثل الإنسان المجروح في بحثه عن المعنى، المقموع جنسيًا، والممزق بين الطفولة والذكورة، بين الخضوع والتمرّد.

وتابع: أما "الأب" فيمثل السلطة الذكورية الطاغية، الغامضة، ذات القدرة على "نزع الأجسام اللولبية". إنه ليس أبًا بيولوجيًا بقدر ما هو رمز أسطوري، قادر على تشكيل وتشويه الآخرين، بينما تظهر "الأم" ككائن متحوّل، ذو طبيعة غير تقليدية. يُحب، يُحتضن، يُخترق، لكنه أيضًا يعكس أمومة غرائبية لا تستجيب لمفاهيم العاطفة الحنونة، بل تصبح محطة في مسار القدر.

رواية "شوك وحيد"  تكسر الحدود الكلاسكية 

واختتم: أما "البديل" (Antihero)، فهو النقيض السلبي، الآخر الذي يهدد مركزية البطل. بديل بلا قرابة، بلا جذور، يصعد في هرم العلاقة مع الأب، مما يثير غيرة "الوحيد" وغضبه.

تحاول الرواية كسر الحدود الكلاسيكية بين الرواية والقصيدة والفلسفة. تمزج بين: الرواية الفلسفية، الرواية النفسية الغرائبية، أدب السريالية، والديستوبيا الرمزية.

الرواية تمثل عالمًا من اللاوعي المكثف؛ الشخصيات تتحرك بدوافع غير واعية: الرغبة، القمع، التماهي، الخوف من الفقد، التعلق بالأب/الأم الرمزيين.

منتدى المستقبل للفكر والإبداع

منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
منتدى المستقبل للفكر والإبداع
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق