عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - نجد الاخبارية نقدم لكم اليوم مراسلة تنبه لجفاف واد العبيد بأزيلال - نجد الاخبارية
أطلقت عدد من الجمعيات التنموية بجماعة تاونزة، التابعة لإقليم أزيلال، صرخة استغاثة موجهة إلى عامل الإقليم، مطالبة بالتدخل العاجل من أجل الحفاظ على استمرارية صبيب مياه واد العبيد، الذي يشكل شريان حياة لمئات الأسر القروية التي تعاني في صمت وسط أزمة عطش خانقة تتفاقم سنة بعد أخرى.
وعبّرت ثماني جمعيات محلية، في مراسلة جماعية توصلت بها هسبريس، عن قلقها البالغ من تدهور الوضع المائي، بسبب النضوب المتسارع للآبار، التي تعتمد عليها ساكنة الدواوير المحاذية لواد العبيد من أجل التزود بماء الشرب وسقي الماشية.
وقالت الجمعيات الواقفة وراء المراسلة سالفة الذكر، وهي جمعية المستقبل للماء والتنمية وجمعية بوشنفر للتنمية وجمعية اغبالو للتنمية والمحافظة على البيئة وجمعية بعدو للتنمية وجمعية احدجامن للتنمية وجمعية المصلي للماء والتنمية وجمعية النهضة للتنمية والماء وجمعية اكدال للتنمية والماء الصالح للشرب، إن الفرشة المائية في المنطقة مهددة بشكل غير مسبوق.
وشددت هذه الفعاليات الجمعوية على أن استمرار جفاف الوادي سيقود إلى كارثة اجتماعية وبيئية حقيقية، خاصة في ظل توالي سنوات الجفاف وتراجع التساقطات المطرية بشكل لافت خلال المواسم الأخيرة.
وطالبت المراسلة عينها بتدخل فوري لدى المصالح المختصة بهدف ضمان الحد الأدنى من انسياب مياه واد العبيد، باعتباره المصدر الوحيد لتغذية الآبار التي تؤمّن تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بمورد طبيعي؛ بل بحياة بشر ومصدر عيش لعشرات الأسر التي لم تجد بديلاً في ظل غياب مشاريع هيكلية تواكب التحولات المناخية الحاصلة.
وأبرزت الجمعيات، في مراسلتها لعامل إقليم أزيلال، أن الوضع لا يحتمل الانتظار؛ لأن “الماء لم يعد يصل”، و”الآبار جفت أو توشك”، و”الناس يعيشون على حافة العطش”، داعية إلى تحمّل المسؤولية قبل أن يتعمق الجفاف ويضرب في العمق ما تبقى من مقومات الحياة في هذه الربوع المنسية.
وفي ظل استمرار شح التساقطات، تعيش دواوير متعددة بجماعتي آيت اعتاب وتاونزة بإقليم أزيلال وضعًا بيئيًا وإنسانيًا خطيرًا، في غياب أي تدخل ملموس من الجهات المسؤولة. ولم يعد واد العبيد، الذي لطالما شكّل شريانًا مائيًا استراتيجياً، يضمن الحد الأدنى من الحياة؛ ومع تراجعه الحاد، بات الغطاء النباتي يتآكل، والفرشة المائية تنهار، والحيوانات تنفق عطشًا، في مشهد يختزل هشاشة السياسات المائية في المناطق الجبلية المهمشة.
الفاعل الجمعوي والحقوقي صالح مصضق أكد أن “واد العبيد، الذي يعبر دواوير عديدة، من بينها آيت بوزيد و’يت وزكان وتاونزة، يعاني من نضوب كلي منذ ماي الماضي؛ ما تسبب في أزمة عطش خانقة وحرمان مئات الأسر من الماء الضروري لري الأشجار والشرب وإرواء الماشية”.
وأضاف مصضق، في تصريح لهسبريس، أن “الوضع لم يعد يُطاق، واستمرار تجاهل الأزمة قد يقضي على ما تبقى من موارد بيئية ومعيشية في المنطقة”.
0 تعليق