الفعاليات العائلية داخل الأحياء - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في قلب الأحياء السكنية تنبض الحياة اليومية بإيقاعها المعتاد حيث بزغت ظاهرة متجددة تعيد تشكيل الفضاء العام وتحوله إلى مسرح مفتوح للتفاعل الإنساني والاجتماعي ملامح حضارية جديدة تعبّر عن روح المجتمع، وتترجم تطلعات رؤية المملكة 2030...

مشاهد مألوفة باتت جزءًا من نسيج أحيائنا.

وتزداد بشكل ملحوظ من خلال استئجار مواقع مفتوحة على الطرق الحيوية داخل الأحياء تتضمن ألعاب أطفال ومسارح وأكشاك أطعمة ومشروبات ومهرجين، بدعم من البلديات والمبادرات المجتمعية بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية، إذ تربط الناس بمحيطهم وتعيد ترسيم حدود الحي كمساحة حية نابضة بالتفاعل.

تاريخيًا، ارتبطت الأسواق الشعبية، أو ما يُعرف بالبازارات بالحراك التجاري منذ آلاف السنين كانت محطات تعبر من خلالها القوافل ثم أصبحت بعد الإسلام جزءًا أصيلًا من الحياة الحضرية في المدن الإسلامية تتداخل فيها التجارة بالثقافة والبيع بالتعارف، واليوم تعود تلك الروح ولكن بثوب جديد مثل خيم متنقلة، ساحات مسيّجة، مسارات منظمة، وألوان تنبض بالحياة كلها تسكن قلب الحي لتقدّم نموذجًا عصريًا للبازار بلمسة ترفيهية وثقافية محلية، وتشكل هذه الفعاليات منصة منخفضة التكلفة لأصحاب المشاريع الناشئة لتسويق منتجاتهم مباشرة للجمهور، مما يعزز فرص ريادة الأعمال ويسهم في تقليل معدلات البطالة كمسؤولية اجتماعية تتبناها إما جهات حكومية أو هيئات رسمية أو قطاع خاص لديه إيمان بدوره الاجتماعي.

حيث تعد هذه الفعاليات بمثابة تجمعات دورية أو دائمة تعرض فيها السلع المتنوعة من قبل التجار والحرفيين والمنتجين المحليين تتجاوز دور البازارات الوظيفة التجارية البحتة لتشكل فضاءً ثقافيًا واجتماعيًا يعكس هوية المجتمعات ويعزز الروابط الاقتصادية والسياحية.

كما ويتجلى دورها الثقافي والاجتماعي ليظهر دورها من خلال المحافظة على الهوية التراثية، حيث تعتبر مساحة لعرض المنتجات التقليدية كالحرف اليدوية والأطعمة الشعبية والملبوسات الفولكلورية، وتعزز التفاعل الاجتماعي في بناء علاقات اجتماعية بين فئات المجتمع المختلفة عبر التبادل الثقافي، كما أنها منصة للتعبير الفني، فكثير من هذه الفعاليات تستضيف فعاليات فنية وثقافية كالعروض الشعبية والمواهب المحلية.

ومع هذا النمو في هذه الفعاليات إلا أنها تعاني من الضعف التنظيمي والرقابي والفوضوية في إدارة الحشود ونسب التجمعات البشرية دون مراعاة لموقع الفعاليات وسعته، وما تسببه من ازدحام وانعدام السيطرة. ومن التحديات التي تواجه تلك الفعاليات المنافسة غير العادلة وتواجد الباعة غير النظاميين ومخالفي الإقامة والعمل، وكذلك ضعف البنية التحتية في بعض المواقع، ومن ذلك أيضاً ضعف جوانب السلامة وفحصها في بعض الألعاب من قبل مختصين، ومن ذلك عدم وجود مسعفين وسيارات إسعاف في بعضها، مما يعكس طابعاً غير مهني، مفتقدًا أساسيات جوانب السلامة. وفي ظل غياب الاشتراطات الصارمة وتأطيرها بأطر محوكمة ومقننة ستظل هذه الفعاليات تدار من قبل بعض غير المختصين الذين يبحثون عن الربح السريع، ما يستدعي جهودًا تكاملية لتحويلها إلى منصات احترافية مدعومة بالتقنية ومتصلة برؤية 2030 في دعم الاقتصاد غير النفطي.

ختامًا.. إن الفعاليات العائلية باتت مؤسسات حيّة تنبض بالثقافة وتتنفس بالاقتصاد وتزهر بالاجتماع وهي انعكاس حيّ لهوية المجتمع، ومرآة لتراثه، ومع التمكين المؤسسي والتكامل بين الجهات الحكومية والمجتمعية، يمكن أن تتحول هذه الفعاليات إلى منصات متكاملة تدفع عجلة التنمية المحلية والسياحية والثقافية وتُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق