في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا خيمت حالة من الحزن والذهول بعد واقعة مأساوية راح ضحيتها سبعة من أفراد أسرة واحدة في ظروف غامضة بدأت بأعراض مرضية مفاجئة، وانتهت بوفاة جميع الأطفال ووالدهم خلال أيام قليلة حتى حسمت النيابة العامة وكشفت سر الوفاة الجماعية.
وفاة 4 أطفال
بدأت القصة السبت الموافق 12 يوليو الجاري عندما استقبل مستشفى ديرمواس المركزي أربعة أطفال من عائلة واحدة، ظهرت عليهم أعراض تمثلت في قيء حاد، ارتفاع في درجات الحرارة، تشنجات، واضطراب في الوعي، ثلاثة منهم – محمد ناصر محمد، 11 عامًا، ريم، 10 سنوات، عمر، 7 سنوات، – وصلوا إلى المستشفى وقد فارقوا الحياة، بينما دخل شقيقهم أحمد في العناية المركزة، لكنه توفي بعد ساعات من دخوله المستشفى، لتفقد الأسرة أربعة من أطفالها دفعة واحدة.
في اليوم التالي، تم نقل شقيقتهم الكبرى فرحة ناصر محمد، 14 عامًا، وشقيقتها رحمة ناصر محمد 12 عامًا، إلى مستشفى صدر المنيا بعد ظهور نفس الأعراض عليهما، ثم تم تحويلهما إلى مستشفى الإيمان بأسيوط إثر تدهور حالتهما، ولاحقًا، توفيت "رحمة"، ولحقت بها "فرحة"، لتكتمل مأساة فقدان ستة أطفال أشقاء في أقل من أسبوع.

وأثناء تلقي العائلة العزاء، سقط الأب ناصر محمد علي، وهو يعاني من نفس الأعراض التي أصابت أطفاله، فتم نقله إلى مستشفى أسيوط الجامعي، حيث ظل في العناية المركزة عدة أيام، قبل أن يفارق الحياة، لتُطوى صفحة الأسرة كاملة وسط ذهول سكان القرية الذين لم يصدقوا ما حدث.

غموض حول الوفاة
وأصدرت وزارة الصحة والسكان، بيانًا بشأن الواقعة، أكدت فيه أنها تابعت بدقة واقعة وفاة الأطفال أشقاء من قرية دلجا بمركز ديرمواس، مع التأكيد على عدم وجود أي زيادة في معدلات الأمراض المعدية بمحافظة المنيا أو في قرية دلجا، كما لم تُسجَّل أي إصابات مشابهة بين الوالد أو الأم أو الزوجة الثانية أو الأقارب أو الجيران.
وأثبتت التحاليل خلو الحالات من أي أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري.
النيابة العامة تحسم الأمر
في الوقت ذاته، تدخلت النيابة العامة وقررت فتح تحقيق موسع، وأمرت باستخراج جثامين طفلين كانا قد دفنا دون تشريح، واستدعاء الطب الشرعي لفحص الجثث وسحب عينات حشوية ودموية لتحليلها بدقة داخل المعامل المركزية، إلى جانب استجواب أفراد من العائلة، وعلى رأسهم زوجة الأب الثانية وعم الأطفال، في ظل الحديث عن احتمال وجود شبهة جنائية.
وتبين من تقرير الطب الشرعي وجود مادة مبيد حشري قاتلة في أجسام الضحايا، وهي السبب المباشر وراء الوفاة، وما زالت التحقيقات مستمرة عن سر وصول تلك المادة السامة لأجساد الأطفال ووالدهم.
0 تعليق