"من الأحد إلى الخميس".. دراما كويتية تحظى بفرصة ثانية بعد رمضان - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم مشاركة المسلسل الكويتي "من الأحد إلى الخميس" في السباق الرمضاني الماضي، إلا أنه لم يحقق حينها الانتشار المرجو، ويُعزى ذلك إلى ازدحام الخارطة الدرامية خلال شهر رمضان، إلى جانب غياب حملة ترويجية فعالة تسلط الضوء عليه.

لكن المسلسل نال فرصة جديدة بعد رمضان، حيث طُرح أخيرًا على منصة "شاهد" تزامنًا مع عرضه على إحدى القنوات الفضائية، ما ساهم في رفع نسب مشاهدته بشكل ملحوظ، وجذب اهتمام النقاد الذين أشادوا بقصته القريبة من واقع البيوت العربية.

العمل من تأليف الكاتب الكويتي علي دوحان، وإخراج المصري أحمد شفيق، ويشارك في بطولته كل من فوز الشطي، محمد الدوسري، إيمان فيصل، وخيرية أبو لبن.

قضايا نسوية واجتماعية مشوقة

يدرج مسلسل "من الأحد إلى الخميس" تحت فئة الدراما الاجتماعية الممزوجة بعناصر الإثارة والتشويق، لكنه تميّز عن غيره من الأعمال الخليجية الحديثة بجرأته اللافتة في الطرح، وهي سمة باتت تسيطر على العديد من الإنتاجات في الخليج في الآونة الأخيرة، خاصةً في استعراض الموضوعات النسوية بعين أكثر واقعية وأقل تجميلًا.

في هذا الإطار، حرص الكاتب علي دوحان على تسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي تمس واقع المرأة العربية، فجاء العمل غنيًا بالقصص المتداخلة والمواقف المعقدة التي عكست جوانب متباينة من معاناة النساء.

وذلك مع قصة "مها" (فوز الشطي)، التي تجد نفسها مضطرة لارتكاب جريمة قتل غير متعمدة دفاعا عن زوجها، قبل أن تُفاجأ بتخليه عنها في لحظة مصيرية، لتبدأ رحلتها المؤلمة في مواجهة الخذلان والعدالة في آنٍ واحد.

قدم المسلسل أيضا نموذجا آخر من المعاناة النسوية من خلال شخصية "فاطمة" (خيرية أبو لبن)، التي تقع ضحية احتيال عاطفي بعدما أوهمها شاب بأنه ينتمي إلى عائلة ثرية ليتزوجها. لكنها تكتشف لاحقًا أنه استغل تلك العلاقة لتحقيق مصالح شخصية بحتة. وعلى الرغم من انكشاف خداعه، تختار فاطمة الاستمرار في الزواج، مدفوعة برغبتها في الحفاظ على المظاهر الاجتماعية والاعتبارات الشكلية.

إعلان

ولم يقتصر الطرح على القضايا التقليدية، بل امتد ليشمل موضوعات معاصرة تمس الجيل الجديد، مثل الابتزاز الإلكتروني، والذي عُرض من خلال قصة فتاة مراهقة تسعى للشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتقع في فخ أحد "المؤثرين" الذي يتضح لاحقًا أنه يدير شبكة منظمة للاتجار بالأعضاء البشرية.

ورغم تعدد القضايا وتشعبها، نجح العمل في تقديمها بأسلوب سلس ومتزن، مدعوم بحبكة متماسكة وبناء درامي عميق للشخصيات. فقد تم الكشف تدريجيًا عن خلفيات كل شخصية رئيسية، بما يمنح المشاهد فهماً إنسانيًا لتصرفاتهم وخياراتهم، ويخلق رابطًا وجدانيًا وتعاطفًا حقيقيًا مع القصص المطروحة، دون الوقوع في فخ المبالغة أو الاستعراض.

إخراج متقن

المخرج المصري أحمد شفيق، المعروف بلمسته الخاصة في تناول القضايا النسائية، يخوض في هذا العمل تجربته الخليجية الثالثة بعد مسلسلي "يلا نسوق" و"رمادي". وعلى الرغم من قلة تجاربه في الدراما الكويتية، فقد نجح بجدارة في قيادة عمل يرتكز على الهوية المحلية دون أن يقع في فخ الاغتراب الثقافي، الذي يُضعف أحيانًا بعض الأعمال عند تعامل مخرجين من خارج البيئة الأصلية معها.

تميز شفيق بإخراج بصري قوي، استخدم فيه الرمزيات بذكاء لكشف العمق النفسي للشخصيات، متجنبا الابتذال أو المباشرة في طرح القضايا الجريئة. كما ساهم الإيقاع السريع في الحفاظ على تفاعل المشاهد ومنع حالة الملل، رغم زخم الأحداث ومحتواها العاطفي الحاد.

ويُسجَّل له أيضًا توجيه تمثيلي دقيق، انعكس في أداء مميز وواقعي من طاقم العمل. فقد قدمت فوز الشطي دورًا استثنائيًا ومختلفًا عن تجاربها السابقة، بينما تألقت خيرية أبو لبن بدور تراجيدي مركب أتاح لها إبراز طاقاتها الفنية العالية، مؤكدة حضورها اللافت في الدراما الخليجية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق