قال الدكتور نصر عبدالكريم، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية الدراسات العليا بالجامعة العربية الأمريكية، إن إغلاق ميناء إيلات بدون اجتياحات أو حروب أو معارك حقيقية، بسبب هجمات الحوثيين، يعد فشلًا استراتيجيًا، مشيرًا إلى أن ذلك يضعف من المكانة التجارية لإسرائيل ويقلل من ثقة المتعاملين معها في مجالات التجارة والاستثمار. 

وأوضح عبد الكريم، خلال تصريحاته لبرنامج “المراقب”، والمذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الميناء يحمل رمزية خاصة لكونه البوابة الجنوبية لإسرائيل، ويقع على البحر الأحمر، وكان يستقبل نحو 7% من التجارة الإسرائيلية مع العالم، خاصة مع آسيا وشرق أفريقيا.

وأضاف عبدالكريم، أن إغلاق الميناء نتيجة لهجمات صاروخية متباعدة وغير منظمة يثير تساؤلات استراتيجية حول قدرة إسرائيل على الصمود في حال اندلاع حرب إقليمية كبرى، كما حدث مع إيران، لا سيما إذا طالت الهجمات مواني حيوية مثل حيفا وأشدود وعسقلان، واضطرت إسرائيل لإغلاقها نتيجة الضغط الاقتصادي وانخفاض الإيرادات.

المشروع الاستيطاني الإسرائيلي بدأ يتصدع أمام الواقع

وأكد أن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي بدأ يتصدع أمام الواقع، إذ لم يعد ينظر إليه كما كان من قبل كأكثر المناطق استقرارًا وأمانًا وازدهارًا، مضيفًا أن إسرائيل بدأت تشعر بضعف أمنها وأنها كيان غير مرغوب فيه في المنطقة، وهو ما ينعكس على مستوى اتخاذ القرار الاستراتيجي في الداخل الإسرائيلي.

وتابع أن نشاط تفريغ السيارات يشكل نحو 50% من إيرادات الميناء، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تدعمه سوى بمبلغ لا يتجاوز 4.5 مليون دولار، في حين أن الديون القائمة عليه بلغت 3 ملايين دولار، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بتكلفة الحرب مع إيران ولبنان والعدوان على غزة، التي تجاوزت 70 مليار دولار.