الثلاثاء 22/يوليو/2025 - 04:36 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
يعد النصف الأول من القرن العشرين، العصر الذهبي للصحافة تحديدا مع عشرينيات القرن الماضي، إذ أصبحت الصحافة هي حلقة الوصل بين الشعب والسلطة أو السلطة والشعب أو صوتا يعبر عن توجه معين، وكل حزب بما لديهم فرحون.
برزت عدة صحف ومجلات اكتسبت نجوميتها بعد ثورة 1919، أبرزها: المصري، المقطم، الأهرام، المصوَّر، البيان، آخر ساعة، وقد مثلت كل واحدة منها توجها معينا يستهدف فئة ما، إذ كانت الصحافة في ذلك الوقت شديدة الأهمية، لما لها من تأثير شديد على الرأي العام والسلطة الحاكمة نفسها، وأحيانا يعتبر البعض أن الصحافة بالضرورة يجب أن تكون ضد السلطة وإلا فلن تحقق المرجو منه في نظر العامة.
ويعد فيلم «دموع صاحبة الجلالة» بطولة سمير صبري وسهير رمزي، واحدا من تلك الأفلام التي تناولت الصحافة وأوضاع الصحفيين، والحالة السياسية خلال فترتي الملكية والجمهورية، وإن كان للفترة الملكية النصيب الأكبر من وقت العمل.
يحكي العمل قصة محفوظ عجب الذي يلعب دوره سمير صبري، حيث تنقلب حياته رأسا على عقب حينما تمر عليه إحدى المظاهرات المنددة بالاحتلال الإنجليزي لمصر أربعينيات القرن الماضي، فينضم إليها بغير قصد، ثم يعتقله البوليس بتهمة الانضمام إلى تنظيم يهدف لقلب نظام الحكم، ويتم إيداعه السجن مدة خمس سنوات.
قبلها وخلال استجوابه من وكيل النيابة يدخل عليه صحفي لكي يأخذ المعلومات من وكيل النيابة ليكتبها في عدد الجريدة المقبل، فيلاحظ محفوظ عجب الاحترام الشديد والاستقبال الحافل للصحفي من قِبل وكيل النيابة، ليسعى عجب بعد خروجه من السجن إلى امتهان الصحافة.
يقابل عجب عبد العظيم لطفي رئيس تحرير جريدة الأسرار الذي يلعب دوره فريد شوقي، ويكسب وده وثقته فيما بعد، ولاحقا تقع في حبه زميلته بالجريدة آمال صدقي والتي تلعب دورها سهير رمزي، ثم تتولى أحداث العمل وتتطور.
تُلقب الصحافة بالسلطة الرابعة في إشارة إلى السلطات الثلاثة الرئيسية: التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولما لها من تأثير واضح على السلطات الثلاثة السابقة، ويتطرق العمل إلى ماهية هذه السلطة ومدى اتساقها مع الواقع، فهل هي تُعنى بالحقيقة والبحث عن المعلومة مجردة من كل اتجاه؟ أم أن كل ما سبق وسيلة وليس غاية؟
في أحد مشاهد العمل يتحدث سمير صبري مع فريد شوقي قائلا: «حضرتك علمتنا إن الصحفي مش مواقف أو مبادئ بس، لازم هما يخدموه شخصيا»، في إشارة إلى البرجماتية القائمة على المصلحة الشخصية حتى وإن كان الظاهر هو الصالح العام، فمثلا يكون محفوظ عجب منخرطا في تنظيم شيوعي سري، وعندما يغتال سعد زميله في الجريدة والتنظيم الذي يلعب دوره أحمد بدير، رئيس وزراء المملكة المصرية، يشي به لرئيس القلم السياسي وذلك لكسب وده، ومن جانب آخر يخون حبيبته مع راقصة السرايا الملكية من أجل الحصول عن معلومات تخص كبار الشخصيات المهمة، وتارة يُصادق الضباط الأحرار ليشاركوه أسرارهم ثم يشي بهم كذلك، وولاؤه ليس لأي أحد منهم، بل لمن يقدم له الانفراد الصحفي فقط، وفي النهاية يحقق النجاح.
ولا يكتفِ العمل بهذه القضية وإن كانت هي القضية الجوهرية، بل تطرق بشكل موجز إلى عدة قضايا أخرى، مثل: الفجوة الشاسعة بين الأغنياء والفقراء، رؤية المجتمع للمرأة المُطلَّقة، مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، الفساد السياسي، وغيرها من الأمور.
جدير بالذكر، أن فيلم دموع صاحبة الجلالة عرض لأول مرة في يناير عام 1992، من إخراج عاطف سالم، قصة الكاتب الصحفي الكبير موسى صبري، وسيناريو وحوار أحمد صالح، وموسيقى تصويرة مودي الإمام.
ولعب بطولة العمل سمير صبري وسهير رمزي وفريد شوقي، بجانب مشاركة كل من: أحمد بدير، يحيى شاهين، أحمد مظهر، سعيد عبد الغني، أبو بكر عزت، حسين كامي، أمينة رزق، أشرف عبد الباقي، منير مكرم، شيرين.
0 تعليق