الجوع ينهش غزة.. الأطفال يموتون لعدم وجود الطحين وإغماءات بين الرجال والنساء في الشوارع - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 21/يوليو/2025 - 01:43 م

أضف للمفضلة

شارك شارك

لا طعام لا ماء لا رحمة غزة تتضور جوعًا، هكذا بدا المشهد في قطاع غزة. المجاعة تعصف ببطون الكبار وتودي بحياة الصغار مكلومين لا حول لهم ولا قوة أمام آلة الحرب الإسرائيلية المحاصرة لقطاع غزة بشكل محكم والمانعة لدخول المساعدات الغذائية والقاتلة لهم على أراضيهم حالما سعوا للحصول على رغيف خبز عبر مؤسسة غزة الإنسانية المزعومة من قبل تل أبيب وواشنطن بأنها تعمل على أدخال وتوزيع المساعدات لأهالي القطاع الجوعى.

أزمة الجوع في غزة

أريد أن آكل يا عرب أريد أن آكل يا مسلمين. تلك كانت كلمات استغاثة لطفلة فلسطينية، في مقطع فيديو بثه المركز الفلسطيني للإعلام، ضعف جسدها وقلت حيلتها راحت تلوّح بيديها على بطنها لتخبر العالم بأنها جائعة في انتظار لقمة عيش تعيد إليها جزءً من عافيتها.

حال الطفلة بدا أفضل من غيرها في القطاع الجائع، إذ يقول عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن هناك مستويات قياسية لسوء التغذية تضرب أطفال غزة، وأن طفلًا من كل 10 أطفال تم فحصهم خلال الأيام الماضية كان لديه مستويات متدنية من سوء التغذية.

أبو حسنة يضيف لـ القاهرة 24، أنه لا يوجد غذاء في الوقت الحالي بقطاع غزة، وأن الآلاف يتساقطون في الشوارع لسوء التغذية وعدم القدرة على تحمل الجوع، حيث لا يوجد مواد غذائية تدخل إلى قطاع غزة منذ شهور.

حرب التجويع في غزة

وتابع أن الوكالة لديها نحو 6 آلاف شاحنة متوقفة على معابر قطاع غزة محملة بمواد غذائية تكفي القطاع لأكثر من 3 شهور، مهددًا أنه سيكون هناك تزايد كبير في تعداد وفيات الأطفال خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب الجوع لعدم قدرتهم على التحمل.

حال الطفلة السابقة لم يتغير كثيرًا عن الصحفي أنس الشريف، أحد أبرز الصحفيين في قطاع غزة، والذي وصف حاله من الجوع في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا: “لم أتوقف عن التغطية لحظة واحدة منذ 21 شهرًا..واليوم أقولها بصراحة.. وبوجع لا يوصف.. أنا أترنّح من الجوع، أرتجف من الإرهاق، وأقاوم الإغماء الذي يلاحقني في كل لحظة.. نقف أمام الكاميرا نحاول أن نبدو صامدين، لكن الحقيقة أننا ننهار من الداخل”.

استغاثة أنس الشريف
استغاثة أنس الشريف

فيما نشر الفلسطيني هاني السالمي استغاثته قائلا: “يا عالم لا تفكروا كثيرًا.. لا يهم مساحة الأرض ولا الانسحاب.. في غزة لا شيء نأكله.. ونحن نموت من الجوع.. أرجوكم أرجوكم الحقونا قبل أن يلتهمنا الجوع قبل أن نصبح ذكرى في أخباركم”.

استغاثة الجوع في غزة
استغاثة الجوع في غزة

بينما قالت الفلسطينية أم محمد تمراز على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أيضًا: “المعدة ضمرت والناس انقرضت أصبحنا هياكل تمشي على الأرض”.

 

استغاثة الجوع في غزة
استغاثة الجوع في غزة

وبدورها أيضًا قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في رد على استفسار لـ القاهرة 24 بشأن الوضع الصحي جراء الجوع، إن القطاع يشهد ارتفاعًا مقلقًا في تسجيل حالات الإصابة بالحمى الشوكية وسط تدهور صحي وإنساني وبيئي غير مسبوق، وأن حرب التجويع دمرت جميع فرص الحياة وباعدت بين المرضى والجرحى وفرص علاجهم، خاصة في ظل تراجع مستوى الرعاية الصحية بخروج المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وتدميرها والتدهور الكبير في الأرصدة الدوائية ونقص تطعيمات الأطفال، إضافة إلى  تكدس النازحين في مراكز الإيواء والخيام في ظروف كارثية تفتقد لأبسط مقومات الحياة ومع انعدام الأمن الغذائي وتفشي المجاعة وسوء التغذية.

استغاثة الجوع في غزة
استغاثة الجوع في غزة

وتابعت أيضًا، أن القطاع يشهد فقدان كبير في مصادر مياه الشرب الصحية وتدمير البنى التحتية التي تسببت بانتشار المياه العادمة ومياه الصرف الصحي داخل التجمعات السكانية، وتراكم النفايات وما يصاحبها من تواجد القوارض والحشرات الضارة الناقلة للأمراض، جميعها عوامل دفعت بالحالة الصحية العامة في قطاع غزة لتكون مجالًا خصبًا لانتشار وتفشي الأمراض خاصة بي الفئات العمرية الأكثر ضعفًا وأقل مناعة وهم الأطفال وكبار السن والحوامل.

استغاثة الجوع في غزة
استغاثة الجوع في غزة

وأضافت أنه تم تسجيل زيادات كبيرة في عدد الحالات المشتبه بها والمؤكدة للحمى الشوكية "التهاب السحايا"، خاصة بين الأطفال اقل من خمسة سنوات وهي الفئة الأكثر عرضة للمرض ومضاعفاته الخطيرة، وذلك في مناطق متعددة من القطاع، مما يشير إلى تفشي محتمل للمرض.

وعن الغذاء، أوضحت الصحة الفلسطينية في ردها، أن هناك 600 ألف طفل دون 10 سنوات حياتهم مهددة بالموت بسبب سوء التغذية من بينهم 60 ألف طفل من الرضع الذين حرموا من حليب الأطفال، و60 ألف سيدة حامل بدون تغذية مناسبة.

وأن حالة الجوع في القطاع  شكلت ضغطًا آخر على المنظومة الصحية المستنزفة، حيث باتت الطواقم الطبية اليوم غير قادرة على مواصلة العمل وإتمام التدخلات الطبية الطارئة وهم يمضون ساعات ممتدة دون تناول وجبة طعام.

بدوره أكد برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، وأن شخصا من بين كل 3 من سكان قطاع غزة لا يتناول الطعام أياما.

وقال البرنامج في بيان له أن مواطني غزة يموتون بسبب نقص المساعدات، وناشد المجتمع الدولي وكل الأطراف تسهيل إيصال المساعدات الغذائية للجائعين القطاع.

وعلى الجانب الآخر تواصل إسرائيل استهداف مواطني القطاع الساعين للحصول على المساعدات الغذائية (رغم ضآلتها) عند نقاط توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة، ما أسفر عن استشهاد المئات من الفلسطينيين على مدار الأيام القليلة الماضية فيما باتت وصف بأنها مصائد الموت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق