كما لو كان يدير كوكبا صغيرا
كان ألفريدو يشغل آلة العرض
بعيدا عن قوانين الفيزياء
بعيدا عن الألم
كنت أجلس إلى جواره
في الغرفة المعتمة
قلبي يخفق مع كل ومضة
وهو يهمس لي:
"الصورة أهم من الواقع"
تعلمت الحب من قبلة مبتورة
تعلمت الخذلان
من مشهد قطع قبل أن يمد البطل يده

لا نعرف وجه الرقيب
لكننا نشعر بأصابعه الباردة
وهي تبتر المشاهد
كنت أغضب حين يختفي مشهد بلا تفسير
أصرخ: "أين ذهب"
فيبتسم العجوز ويقول:
"الرقيب خائف من الحب
من الضحك
من امرأة ترقص بحرية
من يد تمسك بيد"

يخبئ ألفريدو المقاطع المحذوفة
في جيبه
كاللص الشريف
وفي ليال بلا عرض
نعيد ترتيب المشاهد
كمن يعيد تركيب طفولته
كانت الشاشة تتسع لكل شيء
إلا قسوة الواقع
لكن الزمن يا ألفريدو
أكبر من آلة العرض
وأقسى من مقص الرقيب
هدمت السينما
بنيت أبراج مكانها
تعانق السحاب
لكنها بلا خيال
بلا ضوء ينزلق من شقوق الصورة
بلا دمعة تسقط من عين طفل
رأى الحب لأول مرة
على وجه ممثل ميت
الطفل الذي كنته
ما زال يعيد ترتيب المشاهد
يلصق ما قطع
يرمم القبل
ويعيد تشغيل الوداع
بطيئا
بطيئا
كي لا ينكسر القلب مرة أخرى

ما زلت أحتفظ بمقص الرقيب
أضعه في واجهة الذاكرة
كتمثال صغير
لعدو لا ينتصر
أمام حب يعرض داخلي
بلا توقف
وبلا حذف.