النت قطع و"الجدعنة في الخدمة".. يوم من حياة المصريين بعد حريق سنترال رمسيس - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط حالة من الشلل التكنولوجي التي عمّت القاهرة، منذ مساء يوم الإثنين، بسبب الحريق الهائل الذي اندلع في سنترال رمسيس وأدى إلى انقطاع واسع في خدمات الإنترنت وشبكات الدفع الإلكتروني، كشفت مواقف عفوية عن معدن المصريين الحقيقي.


ومع توقف خدمات "الفيزا" و"إنستاباي" وتعطل ماكينات الصراف الآلي، وجد المواطنون أنفسهم فجأة في وضع غير مألوف؛ لا يستطيعون دفع مقابل طعامهم أو تنقلاتهم أو حتى الحصول على أبسط احتياجاتهم، لكن برزت بعض المواقف من ردود فعل أصحاب المحال والسائقين، الذين اختاروا أن يقفوا إلى جانب الناس لا أن يزيدوا من أعبائهم.

حكايات جدعنة المصريين

يروي أحد المتضررين من انقطاع الإنترنت قصته قائلًا: "نزلت أتغدى في مطعم بالدقي، وطلبت الأكل كعادتي، لكني اكتشفت إن ماكينة الفيزا واقفة وكل البنوك السيستم فيها واقع، وحتى الـ ATM مش شغال، وبعد شوية مدير المطعم قرر يتحمل المسؤولية وقال لنا اتفضلوا، لما الدنيا ترجع ابقوا ابعتوا الفلوس".

رغم اعتراض بعض العاملين بالمطعم، أصر المدير على موقفه، ورفض أن يترك الزبائن في مأزق، وتكرر نفس الموقف الإنساني، حين حاول المواطن نفسه العودة إلى المنزل باستخدام أحد تطبيقات النقل، وبعد فشل محاولاته في سحب النقود أو الدفع الإلكتروني، قرر سائق التوصيل أن يكمل المشوار على نفقته قائلًا له: "الدنيا مطارتش بس مينفعش أسيبك متسوح كده، ابقى ابعتلي الفلوس لما الدنيا ترجع تشتغل".

وأضاف المواطن في منشوره على موقع التواصل الاجتماعي: "أنا النهاردة كلت وشربت وركبت ومرجعتش بيتي مدفعتش جنيه واحد، بس حسيت إني عايش في بلد فيها ناس جدعة حقيقي، شعب واقف جنب بعضه، حتى لو المسؤولين موقفوش".

وفي موقف آخر لا يخلو من جدعنة المصريين، حكي أحد المواطنين على صفحته بموقع “فيس بوك” عن قيامه بجولة شراء في أحد الأسواق الشعبية، وبعدما ابتاع بضاعة وبعض الأشياء فوجئ بتوقف كل وسائل الدفع، بما فيها ماكينات البنوك المحيطة، وبعد أن عاد ليعتذر للتاجر، فوجئ به يبتسم ويطلب من عماله حمل البضاعة حتى السيارة، والدفع في أي وقت حين تعود الخدمة من جديد.

وأوضح على صفحته أن التاجر كان يحمل فواتير كثيرة لمشترين آخرين مروا بنفس الموقف، واكتفى بأخذ الاسم ورقم الهاتف، دون ضغط أو تهديد وأنه ينتظر منهم إرسال النقود حين تعود الخدمة من جديد، وقال له في مكالمة لاحقة: "الفلوس معاك تزيد يا عمنا"، ختم منشوره: "حتى في الحريقة والخراب حلوة وكلها جدعنة وكرم". 

انقطاع الخدمات

 

وانهالت التعليقات تذكر مواقف مختلفة من جدعنة المصريين خلال حريق سنترال رمسيس، الذي أدى إلى توقف خدمات رئيسية وجوهرية في أغلب القطاعات، وكتبت إحدى رواد السوشيال ميديا تحكي موقف آخر: “كنت راجعة متأخر ومش فاهمة ليه كل حاجة انقطعت ومش لاقيه فلوس معايا أروح بيها البيت”.

وأضافت: "طلبت سواق من إحدى شركات التوصيل وفي الطريق قولتله ممكن نعدي على أي ماكينة أسحب فلوس، لكنه قالي مش هتلاقي عشان حريق السنترال وقتها عرفت أن الدنيا مقلوبة بسبب الحريق، ووصلني من غير ما نلف على ماكينة وقالي وقت ما ترجع الخدمة أبقى أبعتي الناس لبعضيها".

وكتبت أخرى: "كنت رايحة أجيب الأولاد من النادي ومتأخرة عليهم ومش معايا كاش وبحاول أسحب فلوس بأي طريقة، فوجئت بواحد من الجيران شغال على تاكسي بيقولي أن مفيش سيولة في أي حتة بسبب حريق سنترال رمسيس وعرض عليا يوصلني بدون مقابل".

وأضاف: "وبالفعل وصلني لحد الأولاد ومخدش ولا جنيه بالعكس رفض حتى أن بعد ما الخدمة تيجي أبعت له الفلوس، حقيقي البلد لسه فيها خير وبزيادة، ربنا يحمي مصر ويخلي جدعنة المصريين". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق