تصفية أوسلو..ونهاية السلطة الفلسطينية - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال إيتمار بن غفير وزير الأمن الصهيوني المتطرف أنه يجب تشجيع الهجرة الطوعية من غزة وإنهاء مشكلة القطاع للأبد  وكان قد 
تقدم بن غفير بمشروع قانون للكنيست الإسرائيلي لإلغاء اتفاقية أوسلو وبروتوكول الخليل ومذكرة واي ريفر التي أبرمتها حكومات إسرائيلية سابقة مع الجانب الفلسطيني.

وكتب بن غفير على منصة إكس "نصلح ظلما دام سنوات عديدة، إذ قدّمتُ مشروع قانون يهدف إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو، واتفاق الخليل، واتفاق واي ريفر.وأضاف وفقا لمشروع القانون، سيتم إلغاء الاتفاقيات الموقعة بالكامل، وستعيد إسرائيل الوضع الذي كان عليه، بما في ذلك استعادة الأراضي التي تم تسليمها في إطار هذه الاتفاقيات كما سيتم إلغاء القوانين التي سُنّت لتنفيذ هذه الاتفاقيات، وسيتم منح رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) صلاحيات لوضع اللوائح اللازمة لتنفيذ القرار

للأسف دخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة هي مرحلة تصفية لإرث أوسلو أو نهاية مرحلة أوسلو حيث يعتقد البعض انها مرحلة ضبابيةولكنها للأسف مرحلة واضحة جدا فقد انتهت السلطة الفلسطينية او بالأحرى سلطة أوسلو وايضا ستنتهي مرحلة الإسلام السياسي المتمثل بحماس والجهاد وحزب اللة فلا إيران ولا سوريا ولا تركيا لهم دور في الفتره المقبله ولن يمثلوا درعا واقيا لاستمرارها ومن السهل جدا في المرحلة المقبلة إنهاء زمانها ومكانها ومرحلة اعادة الانتشار للقوات الاسرائيلية ولكن الواقع لن يكون كما قبل أوسلو فالفكر الاسرائيلي والصهيوني اليوم ليس كما قبل العام 1991 ولا الفكر الفلسطيني اليوم كما قبل أوسلو وحتي العالم الان ليس كما قبل أوسلو

فالعالم تغير والوقائع تغيرت وشكل الصراع تغير السلطة الفلسطينية القادمة هي عبارة عن شركة لوجستيات فقط كما التسويق والشراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولن تكون فلسطينية بقدر ما تكون خدماتية  اما السيادة والقرار والثروات وتوابعها فعادت لاسرائيل  والسبب فساد القائمين على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة وتبعية كلاهما للمحتل وضعف ادائهما الاعلامي والدبلوماسي عوضا عن قدرة إسرائيل علي إقناع  المجتمع الدولي بعدم قدرة القائمين على السلطتين بقيادة الشعب الفلسطيني بسبب الخلافات الداخلية وستعود اسرائيل الى الضفة الغربية بحجة الامن وستفرض هيمنتها بشكل كامل

اعتقد ان إنهاء السلطة سيكون بشكل سريع فاسرائيل لديها  خيارين لإنهاء السلطه الفلسطينية 
الخيار الاول:إنهاء السلطة بشكل مهين عن طريق ادخال دبابتين إلى المقاطعة في رام الله ورفع العلم وربما تستعرض اسرائيل سيناريو اشتباك مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية الحالية وهذا خيار 
الخيار الثاني: ابلاغ بعض من قيادي السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم ابو مازن بمغادرة فلسطين وعدم العودة واعتقال البعض وخصوصا الناشطيين القياديين وهذا خيار وتحذير البعض والزامهم الصمت اما ردة فعل الشعب الفلسطيني فاعتقد إنه ومنذ 7اكتوبر لم تبق اسرائيل اي ناشط سياسي او ميداني او على مواقع التواصل الاجتماعي خارج سجونها وبالتالي مرحلة إنهاء السلطة لن تكون صعبه على إسرائيل وهي اقرب الى الاستعراض الرمزي وليس عسكريا بشكل حقيقي

بالتاكيد انتهت مرحلة محمود عباس وتم إعداد الإدارة الخدماتية اللوجستية غير الفصائلية وبمجرد إن تتاكد اسرائيل إن موضوع هدنة الشمال قد تم كما خططت سيتم ترتيب المناطق الفلسطينية التي كانت خاضعة لسلطة الفلسطينية وسيتم اغلاق الصفحة الاخيرة من اوسلو  ويكون هناك شكل جديد ونمط جديد ومرحلة جديدة تتمثل في استثمارات وصخ اموال ومساعدات وحضور امريكي اوروبي سعودي

وستتهافت الدول والمستثمرين على التواجد في الضفه والمناطق الفلسطينيةوسيكون هناك  إدارة خدماتية لوجستية في الضفة الغربية من سيتولاها ربما يكون من فلسطينو القدس او 48  اي من حملة الهوية الاسرائيلية او شخصية فلسطينية مزدوجة الجنسية اي فلسطيني اوروبي او امريكي  مستقل وستكون هناك السيادة للأسف لإسرائيل مع اجهزة امنية شرطية وشركات خاصة وبعد السيطرة الكاملة وضبط الامن وستكون المناطق الفلسطينية اي مناطق A وB  ذات التجمعات الفلسطينيه ضمن الإدارة الخدماتية مع حضور سعودي قوي ووصاية لمحمد بن سلمان على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين مقابل التطبيع مع إسرائيل

أما الضفة الغربية والتي يطلق عليها "يهودا والسامرة "هي الأهم لإسرائيل  ويهودا هي جنوب الضفة الغربية وتتمثل في الخليل وبيت لحم واريحا، والسامرة هي شمال الضفة الغربية وتتمثل في جنين طولكرم نابلس قلقيلية ورام الله أما القدس فهو منطقه منفصله لا تصنف ضمن " يهودا والسامره " سيكون هناك دوريات شرطه مدنيه مشتركه فلسطينيه إسرائيليه لضبط السير في الضفه  فالجيش
الإسرائيلي لن يبقي طويلا في الضفه الغربيه وسيتم الاستعاضه عنه بالشركات الامنيه المدنيه الخاصه

الكيان بدأ فعليا في ضم الضفه ولكن الضم سيكون بصوره متتابعة حيث سيرافق كل عمليه عسكرية عدة سيناريوهات، مرتبطه بالتحول السياسي والاقتصادي، وما يرافقه من وضعيه سياسيه علي الأرض ولن تحتاج اسرائيل الي عمليات عسكريه كبري، او اجتياحات ضخمه مثل غزه فوضع الضفه الغربيه أسهل بكثير وهي جاهزه للضم وقد عمل الكيان الصهيوني علي ذلك السيناريو منذ عام 2006 اي منذ تولي عباس الحكم في الضفه وحماس في غزه.وقد حضرت اسرائيل وروضت وجهزت مستوطنين متطرفين للعيش في الضفه الغربيه، يستطيعون ارهاب الفلسطينين في حال تم تهديد وجودهم في مناطق 67، وهموا ليسوا كما مستوطني تل أبيب او الشمال او الجنوب ولكنهم اكثر تطرفا وعدوانيه

بعدها سيبدأ الكيان  في حكم الضفه من خلال الاداره المدنيه ولن يسمح للاسلام السياسي بالسيطره علي الضفه، ولن يسمح لفلسطينيو الضفه بالحصول علي الهويه الاسرائيليه، وسيحتفظون بهوياتهم وجوازاتهم الفلسطينيه وسيتم التعامل معهم علي انهم فئات عرقيه عربيه تعيش في الضفه الغربيه في اراضي خاضعه للاحتلال، وستسعى اسرائيل لتقليل الوجود الفلسطيني من خلال الهجرة الطوعية وسينتشر الاستيطان بشكل جنوني في الضفة الغربية والقدس وال 48

أما مصير فلسطينيو 48 من حملة الجنسية الإسرائيلية فحسب قراءتي للعقل الإسرائيلي فإن إسرائيل تعمل منذ سنوات على التخلص من الجزء الأكبر منهم وهم مواطنون اسرائيليون اي لا حق لأي جهة كانت المطالبة بتغيير واقعهم على خلاف سكان الضفة الغربية ولن تجدوا أي دولة أو أية جهة ستصرح بأي تصريح من شأنه التدخل في سياسة إسرائيل تجاههم لأنهم يعتبروا  مواطنين إسرائيليون  ودورها في التخلص منهم بدأ منذ 20 سنة حينما  عززت الجماعات الإجرامية والتي يطلق عليها المافيات وتعزيز السوق السوداء والصمت على حيازة هذه الجماعات السلاح والمخدرات ونهج القتل المأجور لصالح التخلص منهم والآن وقد غادر ما
يقارب نصف مليون فلسطيني  منهم  خارج اسرائيل وجزء يعيش في المناطق الفلسطينية،اعتقد أن اسرائيل ستسعى إلى تقليل حصصهم في البرلمان والتخلص من السكان من ذوي المناطق المكتظة وبالأخص الناصره  المثلث والجليل وتعزيز الاستيطان في مناطقهم لحثهم على مغادرة  اسرائيل نحو الخارج أو الزحف الى المناطق الفلسطينية لبلورة  شكل اسرائيل الذي يميل أكثر للعرق اليهودي

.
أما بالنسبة للسلطه الفلسطينيه فهي  الان تحتضر وهي في حالة موت سريري،وبالتأكيد وقبل الانتخابات  القادمه وقبل انتهاء حقبة نتنياهو سيحزمون حقائبهم ويغادرون رام الله والضفة  بعد ان تقرر قوات الاحتلال ضبط الأمن في داخل المناطق الفلسطينيه،وبذلك تكون قد أسقطت اتفاقية أوسلو وحكم دام ٣٠ عاما وستطلب من بعض قيادي السلطة الفلسطينية  والرئيس محمود عباس بالمغادرة من الضفه الغربيه ومن فلسطين كلها نحو الخارج، واعتقال البعض الآخر والطلب من الآخرين بوقف اي نشاط أو أي تصريح اعلاني والتزام الصمت.وبذلك تكون اسرائيل قد أنهت السلطة الفلسطينية وأغلقت ملف أوسلو إلي الأبد وأنهت القضية الفلسطينية وسوف يتم تصنيفها على أنها قضية اقتصادية وإدارة خدماتية بتشارك اسرائيلي امريكي اوروبي

انتهت فكرة الدولة الفلسطينية عندما قررت منظمة  التحرير الفلسطينية توقيع اتفاقية أوسلو  الفاشل وكان نهاية أوسلو في عملية السور الواقي واغتيال ياسر عرفات واحتاجت اسرائيل ل 23 سنة لتصفية أوسلو والقضاء عليها وكان 7 اكتوبر هو المفتاح

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق