عقدت محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية، اليوم الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة سائق الشاحنة الثقيلة (تريلا) المتهم في الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي، وأسفر عن وفاة 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، في واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال العام الجاري.

واستعرضت النيابة العامة خلال الجلسة مرافعتها، وقدمت ما وصفته بـ"الاعترافات الصادمة" التي أدلى بها المتهم أثناء التحقيقات، حيث أقر السائق بأنه كان تحت تأثير المواد المخدرة وقت وقوع الحادث. 

وقال المتهم في أقواله: "كنت شارب حشيش في فرح"، مؤكدًا أنه كان يقود الشاحنة بسرعة تقدر بنحو 50 كيلومترًا في الساعة، على الطريق الإقليمي قرب كارتة الخطاطبة بمركز أشمون، متجهًا نحو طريق بنها الحر.

وأضاف السائق خلال التحقيق: "اللي حصل يوم 27 يونيو حوالي الساعة 8 الصبح، كنت سايق التريلا ومكمل طريقي بعد الكارتة... واللي حصل كان بسرعة مفاجئة، ما لحقتش أتصرف".

وفي لفتة أثارت تساؤلات كثيرة داخل قاعة المحكمة، تغيبت أسر الضحايا عن حضور أولى جلسات المحاكمة، على الرغم من حجم الفاجعة وعدد الضحايا الكبير، وهو ما أرجعه البعض إلى صدمة الحادث، أو ربما لأسباب قانونية أو نفسية حالت دون حضورهم.

من جانبه، أشار محامي المتهم إلى ما وصفه بـ"الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها السائقون أثناء العمل"، قائلًا في مرافعته: "بقى مطلوب من كل سائق قبل ما يطلع الطريق يجهز كفنه أو رقم المحامي بتاعه"، في إشارة إلى المخاطر اليومية التي يواجهها السائقون، على حد تعبيره.

يُذكر أن الحادث تسبب في حالة من الحزن العارم بالمحافظة، ودفع السلطات المعنية إلى فتح تحقيق عاجل، في ظل مطالبات شعبية بتشديد الرقابة على الطرق السريعة وسائقي النقل الثقيل.

ومن المتوقع أن تستكمل المحكمة جلساتها خلال الأسابيع المقبلة، وسط متابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة، في انتظار صدور الحكم النهائي في القضية التي هزّت الرأي العام.