06 يوليو 2025, 10:47 مساءً
تتواصل الحرائق المشتعلة في ريف اللاذقية شمال غربي سوريا، وسط ظروف جوية صعبة، في وقت أعلنت فيه السلطات أن أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات قد تضررت حتى الآن. وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح قال في مؤتمر صحفي الأحد إن الخسائر اقتصرت حتى اللحظة على الأضرار المادية، مشيرًا إلى تسجيل إصابات طفيفة في صفوف المدنيين، إلى جانب إصابة ثمانية من عناصر الدفاع المدني خلال محاولات الإطفاء.
الصالح أوضح أن وجود الألغام، وغياب خطوط النار، إلى جانب الإهمال السابق في إدارة الغابات، كلها عوامل عقدت مهمة الإطفاء، مضيفًا أن النتائج حتى الآن "كارثية"، وأن الجهات المعنية تعمل ضمن إمكانيات محدودة لكنها تبذل أقصى طاقتها. وأكد أن أكثر من 80 فريقًا و180 آلية ميدانية تعمل حاليًا، من بينها بلدوزرات وتركسات، لفتح الطرق وتأمين خطوط آمنة تسمح لفرق الإطفاء بالوصول إلى بؤر الحريق.
وأشار الوزير إلى أن فرص السيطرة على الحرائق قد تتحسن في حال لم تشتد سرعة الرياح، موضحًا أنه لا يمكن إعلان الإخماد النهائي قبل مرور عدة أيام من المراقبة والمتابعة، ما يعني أن الميدان ما زال مفتوحًا على تطورات متسارعة. وبيّن أن هناك تنسيقًا جارياً مع المؤسسات الدولية لترميم الغابات المتضررة، إلى جانب وضع آلية لتعويض المتضررين بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية.
وأشاد الصالح بدور المتطوعين والأهالي ومنظمات المجتمع المدني، كما وجّه شكره للحكومتين التركية والأردنية على إرسال فرق إطفاء ومروحيات للمساعدة في احتواء النيران. ودعا جميع المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي حريق أو من يفتعلها، من أجل تسريع الاستجابة وتقليل الخسائر.
وفي حديثه عن خطط التعامل مع الكارثة، أوضح وزير الطوارئ أن الجهود تتركز حاليًا على السيطرة على النيران، مع تنفيذ خطة طارئة لفتح ممرات دائمة تسهّل وصول الفرق مستقبلًا، إضافة إلى خطة بعيدة المدى تهدف إلى تجهيز الغابات بأنظمة إنذار مبكر وكاميرات حرارية وأجهزة استشعار عن بُعد، لضمان حمايتها من التهديدات المتكررة.
وتأتي هذه التطورات فيما تواصل الحرائق التهام مساحات واسعة من الغابات في المناطق الساحلية السورية، وسط تحديات ميدانية كبيرة فرضها الجفاف وشدة الرياح، ما يجعل المعركة مع اللهب مستمرة حتى إشعار آخر.
0 تعليق