قال الدكتور سهيل دياب، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن الاتصال الأخير بين القاهرة وتل أبيب، يعكس حجم القلق المتصاعد إزاء تفاقم الوضع الإنساني والميداني في قطاع غزة، مؤكدًا أن المجازر الإسرائيلية التي أسفرت عن أكثر من 6 آلاف شهيد منذ استئناف العدوان، ومعدل الشهداء الذي يتجاوز 75 شهيدًا يوميًا، تكشف عن فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه.
وأشار دياب، في مداخلة عبر "القاهرة الإخبارية"، إلى أن تصعيد القتل في نقاط توزيع المساعدات، وعدم إحراز تقدم عسكري مقابل خسائر متزايدة في صفوف الجنود الإسرائيليين تجاوزت 20 قتيلًا خلال هذا الشهر فقط يعمق من مأزق القيادة الإسرائيلية.
وأضاف أن المشهد السياسي في إسرائيل بات يتأرجح بين خيارين: إما الدفع نحو صفقة تبادل أسرى تحت ضغط أمريكي متزايد عقب المواجهة الأخيرة مع إيران، أو المضي في الحرب لأهداف سياسية تخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأوضح دياب، أن نتنياهو يسعى إلى صفقة تبادل، لكنه يريدها وفق شروط تحفظ مستقبله السياسي، وتضمن استمرار ائتلافه الحاكم، وربما تسفر عن مكاسب إقليمية كبرى مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية أو تحقيق اختراق في مسار التطبيع، ربما مع سوريا بالتنسيق مع تركيا.
وأكد أن تقرير الجيش الإسرائيلي الأخير المقدم لنتنياهو أوصى بوضوح بضرورة الذهاب إلى صفقة تبادل، مشددًا على أن الجيش منهك ولا يمتلك أهدافًا عسكرية حقيقية داخل غزة، بل إن أي تقدم ميداني قد يعرض الأسرى الإسرائيليين للقتل، ما يضع نتنياهو أمام مفترق طرق حاسم.
0 تعليق