تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الأحد بعيد العنصرة المجيد، والذي يُعد من الأعياد السيدية الكبرى، ويأتي ختامًا لفترة الخماسين المقدسة، التي تعقب قيامة السيد المسيح من بين الأموات.

وتُقام في جميع الكنائس القبطية صلوات القداس الإلهي صباح الأحد، بطقس فرايحي مبهج يليق بالأعياد الكبرى، وتُرفع الألحان المميزة لهذه المناسبة، ومن أبرزها لحن "كيرياليسون" و"يا كل الصفوف السمائيين"، اللذان يعبران عن الفرح بحلول الروح القدس.

 طقس صلاة السجدة مساء الأحد

وتتميز احتفالات عيد العنصرة بطقس فريد يُقام مساء يوم العيد، وهو "صلاة السجدة" إحدى أقدم وأعمق الصلوات في التقليد القبطي، حيث تُقام ابتداءً من الساعة الثالثة عصرًا، في ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ في هذا التوقيت بحسب ما ورد في سفر أعمال الرسل.

وتتألف صلاة السجدة من ثلاث صلوات رئيسية تُعرف بـ"السجدات الثلاث"، تبدأ الأولى والثانية في خورس المؤمنين (منتصف الكنيسة)، بينما تُقام الثالثة في خورس الشمامسة والهيكل، ويُرفع خلالها البخور على غرار طقس رفع بخور عشية. وتستغرق كل سجدة نحو ساعة، ويُختتم كل منها بطلبة خاصة تمتد من 5 إلى 7 دقائق، يسجد خلالها جميع المصلين.

وتشمل الصلوات قراءات وابتهالات من أجل المرضى والمسافرين، والراقدين، وسلام الكنيسة، ورجال الكهنوت، والوطن، والمناخ، وهي تعبير روحي عميق عن عطية الروح القدس للكنيسة وفاعليته في حياة المؤمنين.

عشية عيد العنصرة

وكانت الاحتفالات قد بدأت مساء اليوم السبت بطقس عشية عيد العنصرة، حيث أُقيمت تسبحة عشية، تلاها رفع بخور عشية، ثم تسبحة نصف الليل التي تضم جزءًا مخصصًا لعيد العنصرة، وتستمر الصلوات حتى صباح الأحد، حيث يُرفع بخور باكر وتُرتل ألحان العيد الفرايحي، ومنها "كيرياليسون" ثلاث مرات، ولحن القيامة، ثم لحن "يا كل الصفوف السمائيين" الذي يُعد من أشهر ألحان الكنيسة الأرثوذكسية في هذه المناسبة.

ويُعد عيد العنصرة تذكارًا لحلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح في العلية، وهو الحدث الذي أسس الكنيسة الأولى ومنح الرسل القوة للانطلاق بالكرازة إلى العالم.