المغرب في سباق المونديال.. هل تنتصر المملكة على أعباء الاقتصاد والتمويل ؟ - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

07 يونيو 2025 - 07:00

يُعد تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 محطة تاريخية في مسار الرياضة المغربية، بعدما نال المغرب شرف احتضان هذا الحدث الكروي العالمي إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال. ويأتي هذا التتويج كثمرة لسنوات من العمل المتواصل، والدبلوماسية الرياضية النشطة، والبنية التحتية المتطورة التي باتت المملكة تتوفر عليها، ما جعلها تحظى بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

ورغم رمزية التنظيم ووزنه العالمي، إلا أن المهمة لن تكون خالية من التحديات، إذ يواجه المغرب رهانات كبرى تتعلق بضرورة استكمال المشاريع المرتبطة بالملاعب، والنقل، والإيواء، إلى جانب التنسيق المحكم، لضمان تنظيم مشترك ناجح ومتكامل.

ويمثل المونديال فرصة لإبراز القدرات التنظيمية للمملكة، وتكريس صورتها كوجهة موثوقة في المحافل الدولية، مع طرحه لعدد من المشاكل والتحديات الاقتصادية التي ستواجه المملكة خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير والمحلل الاقتصادي محمد جدري، أن تنظيم المونديال هو بمثابة وسيلة لتحقيق عدد من الأهداف، مشيرًا إلى أن هذا المونديال سيشكل عددًا من التحديات، من بينها الأوراش الكبيرة والمتعددة.

وقال جدري في تصريح لجريدة "العمق": "يجب التأكيد على أن تنظيم المونديال ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لبلوغ مجموعة من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، والمغرب يملك رؤية اقتصادية للوصول إلى 260 مليون دولار كناتج داخلي خام للمملكة في أفق سنة 2035".

وأضاف المتحدث نفسه: "هذا المونديال سيكون بمثابة اختصار للوقت لبلوغ الأهداف، لكن كأس العالم سيفرض مجموعة من الإكراهات والتحديات، وأول تحدٍّ فهو الأوراش الكبيرة والمتعددة كالبنى التحتية، الفنادق، الملاعب، القطار الفائق السرعة، وهذه تحديات في الآن ذاته".

وتابع متحدثًا عن موعد إنهاء الأوراش اللازمة: "وبالتالي، هذا يخلق ضغطًا وأول تحدٍّ هو سباقنا مع الزمن، حيث لا يمكننا التأجيل ولو بسنة أو سنتين، ووجب علينا إنهاء كافة الأوراش بحلول عام 2029 بأفضل جودة ممكنة. التحدي الثاني هو كل ما يتعلق بالتكلفة المالية، وهذا يضعك أمام عدة خيارات داخلية وخارجية، عامة وخاصة".

وواصل: "المسألة الثالثة هي تأهيل الرأسمال البشري وحل مشكلة اليد العاملة، على سبيل المثال، والتي نعاني من خلالها، بالإضافة إلى إشكالية سيارات الأجرة أو الرقمنة وعدة أمور، وبالتالي وجب مواكبة التطور ووضع التشريعات اللازمة لجعل هذه التطبيقات جاهزة بشكل كلي عام 2028".

واستطرد بالتأكيد على ضرورة الإسراع في اعتماد وسائل أداء إلكترونية، بدلًا من النقد المنتشر بشكل كبير في الأسواق: "هناك مسألة أخرى وهي الأداء الإلكتروني، فاليوم من غير المقبول أن نرى هذا التعامل الكبير بالدفع النقدي، فاليوم وجب تسهيل مسألة الدفع من خلال عدة وسائل للتقليل من النقد".

وأردف: "يجب تجهيز المغاربة لاستقبال المونديال، وإعادة النظر في عدة جوانب تندرج ضمن التحديات، مع أكبر تحدٍّ هو جعل الملاعب مفتوحة طيلة أيام الأسبوع، وهو ما سيكلف مبالغ مالية كبيرة جدًا، ثم تُغلق بعد ذلك دون استغلالها".

واختتم حديثه بالقول: "المغرب سيكون مستعدًا لهذا المونديال، لكنه أمام عدة تحديات، أبرزها المقارنة بين الخدمات المقدمة في البرتغال وإسبانيا وبيننا في المغرب، التي يجب أن تكون في نفس المستوى".

ويظل تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 مناسبة فريدة في تاريخ المغرب الرياضي، ليس فقط لكونه شريكًا في حدث كروي عالمي، بل لأنه يشكل فرصة استراتيجية لإبراز قدرات المملكة على التنظيم، وتسريع وتيرة التنمية، وتعزيز إشعاعها الدولي. وبين التحديات والطموحات، يبقى النجاح رهينًا بحسن الإعداد، وتعبئة كل الطاقات، والاشتغال بروح جماعية تليق بحجم هذا الرهان العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق