بعد ما يقرب من 3 عقود، أُعيد اكتشاف "الشيفروتين فضي الظهر" في غابة فيتنامية عبر كاميرات مراقبة، حيث ظهر هذا الحيوان الذي يعد أصغر الثدييات ذوات الحوافر في العالم، إذ ساد اعتقاد أن هذا النوع قد انقرض، وكان ظهوره مجددا اكتشافا مثيرا للاهتمام لعلماء البيئة.
ويعد اكتشاف غزال "الشيفروتين" فضي الظهر (Tragulus versicolor)، المعروف أيضا باسم "غزال الفأر الفيتنامي"، جزءا من مهمة لإعادة اكتشاف نوع مفقود. لم يُسجل هذا النوع إلا مرة واحدة عام 1907، وبفضل مصايد الكاميرات والعمل مع المجتمعات المحلية في فيتنام، تمكن الباحثون مرة أخرى من العثور عليه.
ومن بين الأنواع الأخرى ضمن هذه الفصيلة "غزال الفأر الفلبيني" -الذي يعرف علميا باسم (Tragulus nigricans)، أو "غزال الفأر بالاباك" نسبة إلى جزر بالاباك بالفلبين- أحد أنواع غزال الشيفروتين الـ9 التي تعيش في آسيا، والتي تنتشر بشكل رئيسي في الفلبين وجنوب شرق البلاد والهند.
وهو مصنف أيضا ضمن الأنواع المعرضة للانقراض. ويشهد تعداده انخفاضا مستمرا بسبب فقدان الموائل والصيد وعوامل أخرى.
كما يوجد نوع واحد فقط في أفريقيا، وهو "غزال الفأر المائي"، الذي يعيش على ضفاف الجداول للهروب من الحيوانات المفترسة، حيث يختبئ في الماء أين يمكنه البقاء مغمورا لمدة 4 دقائق تقريبا.

ورغم وجود عديد من الأنواع، فإن لكل منها حالة حماية خاصة به، تصنف معظم أنواع الغزال الفأر بدرجات مختلفة ضمن الأنواع "المهددة بالانقراض" من قِبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى محدودية نطاق انتشارها، كما أنها مهددة بالصيد الجائر من أجل الغذاء، ولحدائق الحيوان والمجموعات الخاصة. وبفقدان مواطنها، مع تحويل غاباته والأراضي ذات الكثافة الشجرية السابقة إلى مزارع جوز الهند.
إعلان
وتنتمي مجموعة الغزلان الفأرية الصغيرة جدا أو الأيائل الفأرية إلى فصيلة "تراغولا" (Tragulidae)، وتضم 10 أنواع تعيش في المناطق الدافئة من جنوب شرق آسيا والهند وأفريقيا. وهي صغيرة وحساسة، ويصعب العثور عليها.
علميا، لا ترتبط هذه الحيوانات بالفئران ولا بالغزلان، رغم أن لديها أذنين تشبه أذني الفأر وعينين كبيرتين تشبه عيون الغزلان، بل تنتمي إلى فصيلتها التصنيفية الخاصة "تراغولا". ومع ذلك، فهي مثل الغزلان، تُصنف ضمن ذوات الحوافر والمجترات، ولكنها تمتلك معدة بـ3 حجرات فقط.
وهذه الحيوانات العاشبة الانفرادية والخجولة عادة ما تكون صغيرة الحجم، إذ يبلغ ارتفاعها عند الكتف نحو 30 سنتيمترا ، كما أن أصغر حيوان ثديي ذي حافر في العالم، وهو غزال الفأر الجاوي (Tragulus javanicus)، يزن من كيلوغرام إلى كيلوغرامين فقط، بينما يزن أكبرها، وهو غزال الماء ما بين 7 كيلوغرامات و15 كيلوغراما.
وبفضل أجسامها النحيلة وأرجلها الرقيقة، غالبا ما تكون هذه المخلوقات فريسة للثدييات الأكبر حجما، ومع ذلك فلديها وسائل دفاع. فرغم قصر قامتها، وعدم امتلاكها قرونا -كغيرها من ذوات الحوافر- فإنها تمتلك أنيابا، تستخدمها الذكور في القتال من أجل الإناث والهيمنة على الأراضي.
0 تعليق