صحونا بعدها لنجد أنفسنا نلبس الرمادي، نفكر بالأبيض والأسود، ونستحي من الحُب، ونرتجف من الأسئلة لكي لا نخرج من الملة!
ثم نامت الصحوة، لكننا لم نستيقظ بعدها...
انقضى نصف عمر هذا الجيل في خطب الجمعة، والنصف الثاني يبدو أنه سيضيع في زحمة التحويلات المرورية والحفريات التي لا تنتهي، والبنيان الذي يعلو بلا ظل، يطارد الشمس ويترك الناس في عتمة التكييفات.
جيل الغفوة... نعم! لا صحا من غفلته، ولا انغمس في حداثته...
جيل عالق بين فتاوٍ قديمة وجسور معلّقة.. بين جهاز تسجيل الكاسيت وصوت الحفار اللي فوق رايع وما يسكت.
جيل كان يُمنع من السينما، واليوم يُغرق في إعلانات أفلام لم يشاهدها لأنه عالِق في مخرج 14 بسبب حفريات «تطويرية» لا نعرف أين تبدأ وأين تنتهي...
جيل كانت هويته تُحدَّد من على المنبر، ومستقبله من مجلس التخطيط، وحاضره؟
مجرد صورة سيلفي على إنستغرام يكتب تحتها: «لا تعليق».
جيل يريد أن يعيش، لكنه لا يعرف كيف بعد أن ضاعت مفردات الحياة بين «لا يجوز»، و«الرجاء الانتظار حتى تنتهي أعمال الصيانة»... وستصبح الحياة أجمل...
جيل صبر على الصحوة، لكنه لم يُكافأ بالنهضة... لأنهم كبار على الوظيفة وصغير على التقاعد؟...
جيل أُقنع أن الدنيا دار ممر، ثم اكتشف أن الممر مغلق للتحسينات إلى إشعارٍ آخر...
والسؤال الآن:
هل ننتظر نصف العمر الثالث في الاستدامة؟
أم نكتفي بتحديث تطبيق البلاغات ونبلّغ عن العمر الذي ضاع بين الغفوة والحفرة ليحسب إقفال بلاغنا مع مؤشرات الأداء..
أخبار ذات صلة
0 تعليق