الجمعة 25/يوليو/2025 - 07:18 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
في شوارع الإسكندرية وتحديدًا داخل عماراتها القديمة، تتحرك يوأنا سامح بخطوات واثقة وسط أدوات الصيانة والكابلات وأصوات الموتورات، الشابة صاحبة الـ25 عامًا، والتي تحمل بكالوريوس خدمة اجتماعية، اختارت طريقًا غير مألوف، فصارت فنية أسانسير تُصلح الأعطال وتواجه مواقفا قد لا يصمد أمامه الكثير من الرجال.
تعلمت الصنعة على يد والدها قبل وفاته
يوأنا لم تصل لهذا المكان صدفة، فبعد تخرجها مباشرة من كلية الخدمات الاجتماعية في 2022، مرض والدها “الباش مهندس” سامح، بجلطات في القلب، فاضطرت لمرافقته في عمله حتى صارت ذراعه اليمنى.

لم يكن لديها أي خلفية عن المجال، وكانت لا تميّز حتى بين المفك العادة والصليبة، لكنها تعلّمت كل شيء من الصفر، بالتجربة، بالتكرار، وبكثير من التحدي.

وقالت يوأنا لـ القاهرة 24: أي صنعة في الدنيا بتتعلم بالممارسة، كنت بنزل وأنا مش فاهمة حاجة، دلوقتي بقيت بشتغل شغل فني كامل، لما بابا تعب بعد ما خلصت الكلية على طول، نزلت معاه الشغل وأنا مش فاهمة حاجة، كنت حابة أكون معاه، وحبيت الشغلانة زيه.

وروت يوأنا أحد أصعب المواقف التي تعرضت لها أثناء عملها حيث كانت الكابينة معلّقة في الهواء بسبب عطل مفاجئ في التيار الكهربائي، مما تسبب في توقف المصعد وتعليقه في الهواء، بعدما خرج عن القضبان، وقتها كانت داخل غرفة التشغيل تحاول مع زملائها إنقاذ الموقف، موضحة: الكابينة بقت معلقة، واللي تحت كانوا في خطر، بس عدّت على خير الحمد لله.

يوأنا تكمل الطريق بعد وفاة والدها
ورغم الكفاءة، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، يوأنا واجهت تمييزًا صريحًا، سواء من بعض أفراد العائلة أو من العملاء، حيث إن البعض لم يتقبل فكرة أن بنتا تعمل في هذا المجال، خاصة عند زيارات الصيانة، مشيرة: في ناس كانت بتفتكرني من السكان، ولما يعرفوا إني فنية أسانسير، بيتفاجئوا جدًا.

وكان والد يوأنا قبل وفاته سندها الأول يدافع عنها أمام أي انتقاد، ويصفها بأنها “أجدع من رجالة كتير”، وفي أيامه الأخيرة، أوصى بأن تكون هي من تُكمل المشوار مكانه، تقول: بابا قال قدامهم: هي اللي هتكمل الشغل مكاني، وأنا بحاول أكون قدّ المسؤولية دي.

اليوم تعمل يوأنا مع أشقائها وأبناء خالتها في صيانة المصاعد داخل وخارج الإسكندرية، وتطمح لتوسيع النشاط وفتح أسواق جديدة في المحافظات الأخرى، كما تأمل في تعلم أنظمة المصاعد الحديثة الأوتوماتيك، بعد أن تخصصت في المصاعد البلدي القديمة، موضحة: نفسي أطور نفسي وأوصل لمرحلة إني أركب وأصلّح أي نوع مصعد، سواء قديم أو جديد، وهكمل في الشغلانة ديه لحد آخر نفس.
0 تعليق