مصر وتخفيف معاناة الفلسطينيين - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الجمعة 25/يوليو/2025 - 07:14 م 7/25/2025 7:14:16 PM

 ليس غريبًا على مصر ما تقوم به من دور عظيم فى تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى هذا الشعب المنكوب، وكذلك دور مصر كلاعب أساسى وفاعل رئيسى فى جهود وقف إطلاق النار، لم يكن هذا الدور وليد اللحظة، بل هو امتداد طبيعى لموقف مصر التاريخى إزاء القضية الفلسطينية، وارتباطها الوثيق بقطاع غزة، وطوال الفترة الماضية لم تتوقف القاهرة عن التحرك على جميع المستويات، دبلوماسيًا وسياسيًا وإنسانيًا، فى محاولة لوضع حد لهذه الحرب الغاشمة التى خلفت عشرات الآلاف من الضحايا والدمار الشامل. 

هذا الدور المتعدد الأوجه يواجه تحديات جمة، لكنه يظل حاسمًا فى أى بصيص أمل لوقف هذه الكارثة. لقد انخرطت مصر بشكل مكثف فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مستفيدة من قنوات الاتصال المفتوحة لديها مع جميع الأطراف المعنية، بما فى ذلك إسرائيل وحركة حماس والولايات المتحدة والعديد من القوى الإقليمية والدولية، واستضافت القاهرة جولات عديدة من المفاوضات غير المباشرة، وحاولت تقريب وجهات النظر المتباينة حول شروط الهدنة وصفقات التبادل. إن الدبلوماسية المصرية تتسم بالهدوء والواقعية، مدركة تعقيدات المشهد، وتسعى مصر دائمًا إلى إيجاد صيغة توافقية تضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وتفتح الباب أمام حلول سياسية طويلة الأمد للقضية الفلسطينية، ومع أن العديد من جولات المفاوضات لم تسفر عن النتائج المرجوة بشكل فورى، إلا أن استمرار الوساطة المصرية يظل عاملًا حاسمًا فى هذا الشأن للحد من الأوضاع المتفاقمة، وتخفيف حدة التصعيد، كما أن خبرة الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع مثل هذه الأزمات، وقدرتها على بناء الثقة مع الأطراف المتصارعة، منحتها مكانة فريدة كطرف وسيط لا غنى عنه، كما تلعب مصر دورًا إنسانيًا محوريًا لا يمكن إغفاله، حيث استقبلت آلاف الجرحى والمصابين للعلاج فى المستشفيات المصرية، وتقديم المساعدات الإنسانية التى وصلت إلى القطاع، رغم القيود والعراقيل التى وضعتها إسرائيل على دخولها، وتعمل مصر بلا كلل لزيادة تدفق الإغاثة، واستضافة المستشفيات الميدانية. لقد تحولت مدينة العريش إلى مركز لوجستى ضخم للمساعدات الدولية المتجهة إلى غزة، ما يؤكد التزام مصر بتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطينى، وهذا الدور الإنسانى لم يكن مجرد استجابة للأزمة، بل كان جزءًا لا يتجزأ من الموقف المصرى الذى يرى فى دعم صمود الشعب الفلسطينى واجبًا قوميًا وأخلاقيًا. ودعت مصر مرارًا وتكرارًا إلى وقف فورى وشامل لإطلاق النار، وأدانت العدوان الإسرائيلى المتكرر، وحذرت من مخاطر التهجير القسرى للفلسطينيين، وهو ما اعتبرته مصر خطًا أحمر يهدد الأمن القومى المصرى ويهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وشاركت مصر بفاعلية فى جميع المحافل الدولية والإقليمية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة، للدعوة إلى حماية المدنيين وتقديم المسئولين عن الجرائم إلى العدالة. كما حذرت من اتساع نطاق الصراع فى المنطقة، وشددت على أن الحل الوحيد والدائم للصراع يكمن فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونيو عام ١٩٦٧، وهذه المواقف الثابتة من مصر تعكس إدراكها أن الاستقرار الإقليمى لا يمكن أن يتحقق دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

ومع كل هذه الجهود لا تزال التحديات كبيرة. فالأوضاع الداخلية فى إسرائيل، وتعنت حكومة تل أبيب المتطرفة، كلها عوامل تعرقل مساعى السلام. ومع ذلك فإن إصرار مصر على استمرار دورها كوسيط أساسى، وملاذ إنسانى، وصوت سياسى للقضية الفلسطينية، يظل عنصرًا حيويًا فى أى أمل لوقف هذه الحرب، والدبلوماسية المصرية هى فى الواقع جهد لا يتوقف، يهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، وفى نهاية المطاف فتح طريق نحو سلام عادل ومستدام فى المنطقة. إن استمرارية هذا الدور المصرى، رغم كل الصعاب، يؤكد أن مصر تظل وستبقى، حجر الزاوية فى أى محاولة لإرساء الاستقرار فى الشرق الأوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق