أكد الدكتور أسامة إبراهيم أستاذ الحديث وعلومه، أن الأشهر الحرم تمثل فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل، ليس فقط بالامتناع عن المعاصي، ولكن كذلك بالإكثار من الطاعات، مؤكدًا أن هذه الأشهر ليست كغيرها من أيام السنة، فقد خصها الله بفضل ومكانة.
وأوضح، خلال استضافته بالقناة الأولي المصرية، أن قول الله تعالى "فلا تظلموا فيهن أنفسكم"، يحمل معنيين عند العلماء، الأول هو الحث على ترك المعاصي والذنوب لأن الوزر فيها يتضاعف، والثاني هو الحث على عدم تضييع فرصة الخير والثواب لأن الأجر كذلك يُضاعف، فكما أن الذنب يُعظم فيها، فإن الحسنات تُضاعف أيضًا.
الصيام.. عبادة متميزة في شهر الله المحرم
ونوه إلى أن من أبرز العبادات في شهر الله المحرم عبادة الصيام، مستشهدًا بحديث النبي محمد، أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم، مؤكدًا أن الصيام في هذا الشهر من العبادات التي كان النبي يواظب عليها كثيرًا، رغم أنه لم يكن يصوم الشهر كاملًا حتى لا يُعتقد أنه فرض.
وأضاف أن الصيام في مفهومه الحقيقي لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل أيضًا كف النفس عن المعاصي، وزيادة الإقبال على الطاعة، والسعي لتزكية النفس وتهذيبها.
الصدقة.. طاعة تمتد من الفرد إلى المجتمع
وشدد على أهمية الصدقة في الأشهر الحرم، مشيرًا إلى أنها من الطاعات التي لا يعود أثرها على الفرد فقط، بل يمتد نفعها إلى المجتمع بأسره.
وأوضح أن الصدقة تُعد عبادة جماعية، تساهم في رفع المعاناة عن الفقراء، وقد تُغيّر حياة إنسان من الاحتياج إلى الإنتاج.
وأكد أن أثر الصدقة في هذه الأشهر يتعاظم، لأن أجرها عند الله يُضاعف، مضيفًا أن الصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل تشمل كل أشكال العطاء والبذل، مما يجعلها بابًا واسعًا للخير.
0 تعليق