قال الدكتور نبيل بهجت، مدير مهرجان الأراجوز، إن التراث المسرحي المصري ليس مجرد فنون للتسلية، بل هو وثيقة حية تعكس ملامح الهوية الوطنية والتحولات الاجتماعية عبر العصور.

وأوضح خلال لقائه في برنامج "أطياف" مع الدكتورة صفاء النجار على قناة الحياة، أن أعمال بديع خيري ونجيب الريحاني على سبيل المثال، كانت تعبيرًا صادقًا عن حياة المصريين في مطلع القرن العشرين، حيث مزجت بين الكلمة الساخرة واللحن المبهج، فصاغت وجدان الأمة بطريقة غير مباشرة.

وأشار بهجت إلى أن ثورة 1919 كانت لحظة فارقة في تاريخ الفن المصري، ليس فقط من خلال المسرحيات، بل عبر الأغاني التي كتبها بديع خيري ولحنها سيد درويش، مثل "بلادي بلادي"، و"قوم يا مصري"، و"أمِّي يا مصر"، والتي كانت بمثابة أناشيد تعبئة للروح الوطنية.

وأكد أن هذه المرحلة مثلت قفزة نوعية في علاقة الفن بالسياسة والمجتمع، حيث صار المسرح أداة للنقد الاجتماعي والتغيير، وليس مجرد وسيلة للترفيه.

وأضاف أن قراءة هذه النصوص تساعد الباحثين على فهم المزاج الشعبي ومصادر قوته وضعفه، مشددًا على أن دراسة التراث ليست حنينًا للماضي بقدر ما هي محاولة لاستلهام القيم التي شكّلت الشخصية المصرية.

ولفت إلى أن الهوية الوطنية لا يمكن أن تُبنى على القطيعة مع التراث، بل على استمرارية تاريخية تربط بين الماضي والحاضر، معتبرًا أن استعادة هذا التراث اليوم ضرورة لمواجهة تحديات العصر.