ناقشت حلقة (2025/7/23) من برامج “موازين” أثر حرب غزة على ديناميكيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، خصوصا في ظل تصاعد الغضب الشعبي العربي والاحتجاجات في الشارع.
كما تناولت التحولات الجوهرية التي أحدثتها ما تسمى "اتفاقيات أبراهام" في شكل التطبيع العربي الإسرائيلي، وهل فعلاً فصلت بين التطبيع وحل القضية الفلسطينية؟
ويرى الدكتور مصطفى البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الموجة الجديدة من التطبيع -والتي وصفها بالخطيرة- بدأت مع قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم في ولايته الأولى عندما طرح "اتفاقيات أبراهام" و"صفقة القرن" ثم نسيها وبقيت مسألة التطبيع.
ويعتبر البرغوثي أن الخطورة فيما جرى تكمن في محاولة فصل القضية الفلسطينية عن كل الدول العربية، وتصوير التطبيع كما أنه هو السلام، بينما كان المقصود هو المساعدة على تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وكان ذلك من أهم أسباب عملية "طوفان الأقصى" ومحاولة تبرير مخططات الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.
والأخطر ما في الأمر -يضيف البرغوثي- أن ما طرح يهدف إلى تطوير علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية مع الدول العربية بهدف تسهيل تمرير المخططات الإسرائيلية بسهولة، في تجاهل تام لحقيقة أن إسرائيل مارست التطهير العرقي الأكبر في التاريخ الحديث عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني، ورفضت عودة اللاجئين المهجرين إلى ديارهم كما قررت الأمم المتحدة.
كما أن التطبيع -كما يقول البرغوثي- يجري مع أطول احتلال في التاريخ الحديث، ويجري من منظومة إسرائيلية أنشأت أسوأ نظام أبرتايد عنصري في التاريخ الحديث، وأضافت إسرائيل في سلوكها 3 جرائم حرب جديدة في قطاع غزة: الإبادة الجماعية ومحاولات التطهير العرقي وفرض عقوبات جماعية على سكان غزة.
ويشير إلى أن اتفاقيات السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل، لم تتحول إلى اتفاقيات تطبيع مثلما يجري الحال مع الدول التي دخلت في ما تسمى "الاتفاقيات الإبراهيمية". ويقول البرغوثي إن ضغوطا تمارس على مصر والأردن للدخول في هذه الاتفاقيات.
إعلان
مشروع معطل
ويلفت البرغوثي -في ذات السياق- إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن التآمر على مصر، رغم وجود اتفاقية سلام بينهما، والدليل على ذلك التعاون الإسرائيلي مع إثيوبيا في موضوع سد النهضة، وهو ضد حقوق مصر في مياه نهر النيل.
كما يستهدف الاحتلال الإسرائيلي مصر -حسب الدكتور البرغوثي- من خلال الهجوم على قطاع غزة ومحاولة احتلاله بالكامل وتهجير سكانه، بالإضافة إلى فكرة إنشاء قناة جديدة اسمها "قناة بن غوريون" بين البحر الأحمر والبحر المتوسط لتصبح بديلا لقناة السويس، وهو استهداف لمصر.
وبخصوص الأردن، يقول رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن التهديد الإسرائيلي بتهجير سكان الضفة الغربية يعني تهديدا وجوديا للأردن.
ويوضح البرغوثي أن مسار التطبيع تعطل وتوقف بسبب الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، ويتأسف البرغوثي لكون اتفاقيات التطبيع لم يتم إلغاؤها، لكن دولا أخرى لم تتجرأ على الدخول بهذا المسار حتى الآن.
ويشير عضو المجلس التشريعي الفلسطيني -في نفس السياق- إلى العزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل في ظل التحركات الشعبية العارمة المتضامنة مع القضية الفلسطينية.
0 تعليق