الأربعاء 23/يوليو/2025 - 04:15 م

أضف للمفضلة

شارك شارك

في الوقت الذي كانت فيه ساندوتشات البرجر تمثل رمزًا للأكل السريع وسعرًا في متناول الجميع، يبدو أن هذه الأكلة الأمريكية الشهيرة لم تعد كما كانت، فمع ارتفاع أسعار لحوم البقر إلى مستويات قياسية، بدأ الكثير من الأمريكيين يتساءلون: هل ستتحول ساندوتشات البرجر إلى رفاهية لا يقدر عليها الفقراء؟.

غلاء أسعار اللحوم في أمريكا يثير الجدل 

وحسب ما نشرته صحيفة CNN، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء المُصنع منها “البرجر” بنسبة تقارب 9% منذ بداية العام الجاري، لتُسجل 9.26 دولارًا للرطل الواحد، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، حيث كانت آخر مرة لاحظ فيها الأمريكيون تغيرًا حادًا في أسعار الغذاء مع الارتفاع الجنوني لأسعار البيض، قبل أن تعود للانخفاض بعد السيطرة على تفشي إنفلونزا الطيور وزيادة المعروض، لكن يبدو أن أزمة جديدة تلوح في الأفق هذه المرة مع لحوم البقر.

وأكد الخبراء أن المؤشرات الاقتصادية الرسمية تكشف أن أسعار شرائح اللحم واللحم المفروم ارتفعت بنسبة 12.4% و10.3% على التوالي مقارنة بالعام الماضي، ما يشكل عبئًا إضافيًا على ميزانيات الأسر الأمريكية، خصوصًا تلك ذات الدخل المنخفض التي تعتمد على لحوم البرجر كمصدر بروتين رئيسي وسريع.

خبير اقتصادي: الغرب متوحش في سوق البروتين

لكن خفض أسعار لحوم البقر يبدو أكثر تعقيدًا مما كان عليه مع البيض، فوفقًا لمايكل سوانسون، كبير الاقتصاديين الزراعيين في ويلز فارجو، فإن صناعة لحوم الأبقار تظل الغرب المتوحش في سوق البروتين، مقارنة بسوق البيض المنظم الذي يسهل التحكم في عرضه وطلبه.

وتعود أسباب ارتفاع أسعار لحوم البقر إلى عوامل متعددة، أبرزها تراجع أعداد الماشية في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ 74 عامًا، نتيجة الجفاف وقلة المراعي، إضافة إلى زيادة تكاليف الأعلاف التي أصبحت تُشكّل عبئًا ماليًا ضخمًا على مربي المواشي، كما قال بيرنت نيلسون، الاقتصادي في اتحاد مربي الماشية الأمريكي، إن الهوامش الربحية لمربي الماشية أصبحت ضئيلة رغم الأسعار المرتفعة، بسبب تكاليف التوريد التي لا تزال مرتفعة بشدة.

تراجع صادرات لحوم البقر بنسبة 22%

ولا يقف الأمر عند الإنتاج المحلي فقط، إذ تعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على لحوم البقر المستوردة خصوصًا من دول مثل الأرجنتين وأستراليا والبرازيل والتي تشكل حوالي 8% من إجمالي استهلاك البلاد من لحوم البقر، وبينما ارتفع الاستيراد، تراجعت صادرات الولايات المتحدة من لحوم البقر بنسبة 22%، ما يعكس تحولًا واضحًا في السياسة الغذائية.

فيما أضاف سوانسون: قبل عامين فقط، كنا نطبق سياسة الحياد الصافي في استيراد وتصدير اللحوم، لكن اليوم أصبحنا نستهلك أكثر مما نصدر، وهو ما يتماشى مع كون الولايات المتحدة تملك أعلى سعر للحوم البقر عالميًا.

وسط هذه التغيرات، يخشى كثير من الأمريكيين من أن يتحول البرجر من وجبة شعبية يومية إلى حلم بعيد المنال بالنسبة للطبقات الأفقر، في مشهد قد يعكس خللًا أعمق في النظام الغذائي الأمريكي الذي طالما افتخر بتوفير خيارات غذائية بأسعار معقولة لكل فئاته.