
18 يوليو 2025 - 02:00
احتضنت العاصمة الرباط، يومه الجمعة، فعاليات الدورة الثامنة من منتدى Morocco Today Forum (MTF)، والتي نُظّمت تحت شعار: "مغرب 2030.. ترسيخ أسس أمة عظيمة"، وذلك في سياق الاستعدادات التي تخوضها المملكة لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وركز المنتدى، الذي نُظم في نسخته الثامنة بعدما أُطلق سنة 2016 بمبادرة من مجموعة Le Matin، على استثمار هذا الحدث العالمي كفرصة استراتيجية لتحويل المونديال إلى رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، من خلال مقاربة تتجاوز مجرد تنظيم الملاعب، نحو بناء أمة قوية في مختلف الأبعاد: الإنسانية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والتكنولوجية.
وقد ارتكز النقاش على ثلاثة محاور كبرى تُجسد جوهر المشروع الوطني في أفق 2030. أولًا، تم التأكيد على أهمية بناء مجتمع مدني كفء وملتزم، يكون فيه الإنسان في صلب كل المبادرات والسياسات العمومية، من خلال تقوية المشاركة المواطِنة وتعزيز ثقافة المسؤولية الجماعية.
وناقش المشاركون سُبل تطوير الاقتصاد وخلق فرص الشغل، مع الاستغلال الأمثل للإرث الذي سيخلفه تنظيم المونديال، بما في ذلك تحسين مناخ الأعمال، وتحفيز الاستثمار المحلي والدولي، وخلق فرص للشباب في مختلف الجهات. وقد شهدت الدورة حضور شخصيات من مجالات السياسة والرياضة والتقنيات الحديثة، خاصة في مجالات الرقمنة والتكنولوجيا، وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، من أبرز المتدخلين، حيث شارك عبر مقطع فيديو في بداية اللقاء.
وأكد أخنوش أن تنظيم المملكة لنهائيات كأس العالم 2030 يشكل فرصة لتحقيق مجموعة من الأهداف التنموية، مشيرًا إلى أن المغرب يعد ورشًا تطوريًا مفتوحًا خلال الفترة الراهنة.
وخلال كلمته التي بُثّت ضمن أشغال منتدى Morocco Today Forum، المخصص لمناقشة رؤية المغرب في أفق عام 2030، صرّح رئيس الحكومة بأن "تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم هو أكثر من مجرد حدث رياضي، بل يُعد فرصة حقيقية لتجسيد الرؤية الملكية السامية، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية."
وأضاف أن المونديال يُمثل أيضًا مناسبة "لترسيخ الثقافة المغربية الغنية، وجعلها انطلاقة رسمية نحو مسار تنموي شامل، وذلك تنفيذًا للتوجيهات السديدة لجلالة الملك محمد السادس."
كما تم التركيز خلال المنتدى على ضرورة التأسيس لأمة رقمية ذات سيادة، قادرة على رفع تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مع ما يتطلبه ذلك من بُنى تحتية رقمية متطورة، وكفاءات بشرية مؤهلة، وآليات لحماية الأمن السيبراني وتعزيز السيادة التكنولوجية الوطنية، مع ترجمة الأفكار إلى أفعال توازي حجم الطموح الوطني، وتجسد الرؤية الملكية في بناء مغرب متقدم، مندمج، وملتزم بمكانته الإقليمية والدولية، استعدادًا لموعد 2030 وما بعده.
ويشكل تنظيم كأس العالم 2030 محطة جديدة في مسار المملكة التنموي، وفرصة لترجمة الرؤية الملكية إلى مشاريع ملموسة تشمل مختلف المجالات. كما يُنتظر أن تسهم هذه الدينامية في تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتقوية البنيات التحتية، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب، في أفق مغرب يواصل البناء بثبات نحو سنة 2030 وما بعدها.
0 تعليق