دراسة: ذوبان الأنهار الجليدية يوقظ مئات البراكين الخاملة - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رجحت دراسة حديثة أن يكون لتغير المناخ عواقب وخيمة جراء ثورات براكين خاملة، إذ تذوب الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية ومناطق أخرى ببطء مع ارتفاع درجات الحرارة، كاشفة عن براكين خفية آيلة للانفجار.

فمع ارتفاع درجات الحرارة، يُسبب ذوبان الأنهار الجليدية ارتفاعا في منسوب مياه البحار، مما يؤثر بدوره على النظم البيئية للمياه المالحة في المحيطات، وقد يؤدي إلى فيضانات.

كما قد يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية أيضًا إلى زيادة في الانفجارات البركانية، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة" إنسايد كلايمت نيوز" (Inside Climate News)، حيث يزداد نشاط مئات البراكين تحت الجليدية الخاملة في العالم، وخاصة في القارة القطبية الجنوبية، مع تسارع تراجع الأنهار الجليدية نتيجةً لتغير المناخ".

وتشير الأدلة التي أوردتها الدراسة إلى أن "القمم الجليدية السميكة تعمل أغطية للبراكين وبمجرد إزالة الوزن، يزول الضغط عن حجرة الصهارة تحتها، مما يسمح بحدوث الانفجارات.

وقال براد سينجر، عالم الجيولوجيا في جامعة ويسكونسن الأميركية الذي قاد البحث: "عندما تُزال هذه الحمولة (من الجليد) يُشبه الأمر فتح زجاجة كوكاكولا، فهي تحت ضغط الغازات المذابة في الصهارة تخرج على شكل فقاعات".

وحلل الباحثون في الدراسة 6 براكين في تشيلي لدراسة كيفية تأثير تغيرات الصفيحة الجليدية بمرور الوقت على سلوكها البركاني وزيادة نشاطها. وقد تحدث العمليات نفسها في القارة القطبية الجنوبية، وأجزاء من أميركا الشمالية، ونيوزيلندا، وروسيا مع ذوبان الصفائح الجليدية.

وحسب بابلو مورينو-ييغر عالم المناخ المشارك في الدراسة يتسبب النشاط البركاني المتزايد في آثار سلبية على المناخ والنظام البيئي العالمي، إذ يمكن أن يُسهم التأثير التراكمي للانفجارات البركانية المتعددة في الاحتباس الحراري طويل الأمد بسبب تراكم غازات الدفيئة.

إعلان

وهذا يُنشئ -بحسبه- حلقة تغذية راجعة إيجابية، حيث يُحفز ذوبان الأنهار الجليدية الانفجارات البركانية، والتي بدورها قد تُسهم في زيادة الاحتباس الحراري والذوبان.

وتشير معظم الدراسات إلى أن الأنهار الجليدية في العالم تذوب بوتيرة أسرع من أي وقت مضى. فعلى مدار السنوات الـ 10 الماضية تقريبا، كانت خسائر الأنهار الجليدية أعلى بأكثر من الثلث مما كانت عليه في الفترة من 2000 إلى2011.

وتتجاوز العواقب المحتملة لهذا الذوبان السريع مجرد الانفجارات البركانية. إذ تُطلق هذه الانفجارات هباء كبريتيا يعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، حسب الدراسة.

وقد أدى ذلك إلى أحداث تبريد أعقبت الانفجارات البركانية السابقة، وقد تسبب بعضها في مجاعات كبيرة، وفقا لموقع لايف ساينس، بل إن إحدى الدراسات وجدت أن ذوبان الجليد القطبي يُبطئ دوران الأرض.

ويؤدي النشاط البركاني المتزايد إلى إحداث مجموعة من ردود الفعل المناخية طويلة الأمد، حيث يمكن لبعض البراكين في القارة القطبية الجنوبية أن تسرع ذوبان الجليد من الأسفل، بينما يمكن أن تكون البراكين الأخرى متفجرة لدرجة أنها ترسل مواد تغير المناخ إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

ومما يثير القلق خاصة حسب العلماء وجود أكثر من 100 بركان تحت الغطاء الجليدي الغربي للقارة القطبية الجنوبية، الذي تبلغ مساحته نحو 1.2 مليون كيلومتر مربع، وهي إحدى مناطق القارة حيث تعمل التيارات المحيطة الدافئة فعلا على إذابة الطبقات الجليدية العائمة من الأسفل.

وقال سينجر: "اكتُشفت براكين عديدة جيوفيزيائيا تحت الغطاء الجليدي هناك. ويُحتمل وجود منطقة متصدعة في القشرة الأرضية أسفل الغطاء الجليدي الكبير والسميك في غرب القارة القطبية الجنوبية".

ويضيف سينجر، أنه إذا بدأت الثورات البركانية بالتزايد تحت الجليد الآخذ في الترقق، فقد يؤدي ذلك إلى انزلاق الغطاء الجليدي إلى المحيط بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، و"هذا أمر لا نرغب في رؤيته، ولكن ربما يكون في مستقبلنا"، على حد تعبيره.

وتشير الدراسات إلى أنه بدون تدخل حاسم سيستمر الذوبان، وستعتمد كمية الجليد المفقودة بنهاية القرن بشكل كبير على مدى استمرار البشرية في رفع درجة حرارة الكوكب بإطلاق ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق