ومن هذا الامتداد التاريخي العميق، انطلقت الجهود الحديثة لتمنح الصقور مكانتها المستحقة في حاضر المملكة العربية السعودية، وتعيد تقديمها للعالم بروحٍ عصرية وطموحٍ وطنيٍ، وهنا برز نادي الصقور السعودي الذي ينظم فعاليات متخصصة، ليس لإعادة إحياء الماضي الجميل فحسب، بل تصنع حاضراً يليق بهذا الموروث التراثي العريق، ويمنحها بُعداً اقتصادياً وثقافياً وسياحياً ورياضياً.
ما يحدث اليوم من تنظيمٍ لفعاليات كبرى عالمية على أرض المملكة، هو نتيجة عمل مؤسسي ممنهج بدأه النادي منذ تأسيسه.
ففي كل موسم، نرى المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور وهو يحط رحاله ليجمع تحت جناحيه نخبة مزارع إنتاج الصقور من شتى أنحاء العالم، فالصقر الذي كان يُهدى في الماضي بين القبائل، اليوم يُقتنى في مزادات دولية موثوقة مثل هذا المزاد، تعرض فيه نخبة السلالات، ويدار بدقة واحترافية بأحدث المعايير العالمية.
ولا غرابة أن نرى الصقر يحمل على جناحيه عبق التاريخ ووهج الحاضر، يحضر بكل سلالاته في المملكة، ليكون أمام وعلى مرأى الصقارين من السعودية ومختلف دول المنطقة، ويضيف ذلك أيضاً مزيداً من الاستثمارات تضفي قيمة نوعية للاقتصاد الوطني.
وبالفعل، نجح نادي الصقور السعودي في تطوير المزاد، ليواكب رؤية وطنية تعنى بالحفاظ على هذا الموروث، وتحقيق عوائد اقتصادية واستثمارية، يصبح اليوم رسالة وطنية إلى العالم أجمع.
أخبار ذات صلة
0 تعليق