واشنطن تعتبر الأزمة "سوء فهم".. ودمشق تعلن هدنة متعثرة في السويداء - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط تصاعد الاشتباكات في محافظة السويداء السورية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الوضع في سوريا "معقّد"، لكنه اعتبره أقرب إلى "سوء فهم"، معربًا عن أمله في تحقيق تقدم نحو خفض التصعيد خلال الساعات المقبلة.

وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تصريحات روبيو جاءت في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام سورية رسمية التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء، بعد أربعة أيام من المعارك التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
 

زعامات درزية منقسمة بشأن الهدنة

 

الهدنة المعلنة حظيت بدعم الشيخ يوسف جربوع، أحد الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة الدرزية في سوريا، الذي قال في بيان رسمي إن الاتفاق سيُعيد المؤسسات في محافظة السويداء إلى سيطرة الدولة السورية.

لكن مسار الهدنة اصطدم سريعًا بالرفض، بعدما أصدر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي الآخر للطائفة، بيانًا حاد اللهجة أعلن فيه رفضه للاتفاق، ودعا مقاتلي الدروز إلى مواصلة القتال.

وقال الهجري: "نطمئن الرأي العام المحلي والدولي بأنه لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع هذه العصابات المسلحة التي تسمي نفسها زورًا حكومة."

ويُعد هذا الانقسام استمرارًا للفشل الذي واجه اتفاقًا مماثلًا الثلاثاء الماضي، والذي انهار بعد ساعات قليلة من إعلانه.
 

 من نزاع محلي إلى مواجهة إقليمية

 

اندلعت شرارة القتال في السويداء من خلافات محلية بين مقاتلين دروز وقبائل بدوية، لكن مع تدخل قوات النظام السوري، تحولت المعارك إلى مواجهة عنيفة بين قوات الأمن وفصائل درزية مسلحة.

وسرعان ما تدخلت إسرائيل على خط الأزمة، مستهدفة مواقع للجيش السوري في جنوب البلاد وكذلك مقر وزارة الدفاع في دمشق، في غارات وصفتها تل أبيب بأنها "تحذير مباشر للرئيس السوري".

وتقول إسرائيل منذ ديسمبر الماضي إنها تتحرك لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، لكن هذا الادعاء يلقى رفضًا داخل أوساط الدروز السوريين، الذين يرون فيه استغلالًا سياسيًا للملف الطائفي.

وفي حال نجاح اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، فقد يُنهي واحدة من أكثر موجات العنف الطائفي دموية منذ مجازر الساحل السوري في مارس الماضي، والتي أوقعت أكثر من 1500 قتيل خلال أقل من أسبوع.

لكن الانقسام داخل القيادة الدرزية، واستمرار الضغوط العسكرية الميدانية والتدخلات الإقليمية، تطرح تساؤلات كبرى حول صمود هذه الهدنة، ومدى قدرة الحكومة السورية على إعادة بسط السيطرة دون إشعال المزيد من الغضب المحلي والدولي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق