قالت وزارة الداخلية السورية إن الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في محافظة السويداء جنوبي سوريا أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100.
وأضافت الوزارة أن قوات وزارة الداخلية ستبدأ التدخل بشكل مباشر في السويداء لحل الصراع ووقف الاشتباكات وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء، وشددت على أهمية البدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر.
وأكدت وزارة الدفاع السورية أنها باشرت بالتعاون مع وزارة الداخلية في "نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".
وقالت الوزارة في بيان اليوم الاثنين أن "الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، وهذا أعاق جهود الهدئة وضبط النفس".
ودعت جميع الأطراف إلى التعاون مع قوات وزارة الدفاع وقوى الأمن الداخلي والتمسك بضبط النفس، وطالبت العاملين في منطقة فض النزاع بالالتزام الكامل بالمهام الموكلة إليهم لحماية الأهالي وإيقاف الاشتباكات ومنع حدوث أي تجاوزات جديدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 37 شخصا قتلوا في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق في المحافظة، وهم 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو.
وأوردت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة.
" frameborder="0">
وقال قائد الأمن الداخلي نزار الحريري إن التوتر الذي تشهده المحافظة بدأ إثر حادثة سلب وقعت مؤخرا على طريق دمشق-السويداء، أعقبتها عمليات خطف متبادلة.
من جهته، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار"، وأكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق محذرا من محاولات إيقاع الفتنة.
إعلان
أما الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، فاستنكرت ما حدث وحذرت من الانجرار إلى الفتنة، داعية الحكومة السورية لضبط الأمن على طريق دمشق-السويداء.
وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.
اتهامات بالسرقة تتحول إلى اشتباكات مسلحة وتخلف قـتـ ـلى وجرحى في #السويداء جنوبي #سوريا#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/KW7EkH7uZT
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 13, 2025
وأسفرت اشتباكات دامية اندلعت في منطقتين قرب دمشق في أبريل/نيسان الماضي، وامتدت تداعياتها إلى السويداء، عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن، في مواجهة دموية تدخلت خلالها إسرائيل عبر شنّ غارات جوية وحذرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.
وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد الذي سلط الضوء مجددا على تحديات تواجهها السلطة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
0 تعليق