الأحد 13/يوليو/2025 - 07:24 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
يعد الدعاء بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة، من الأدعية المأثورة المرغب فيها عند الأذان ومحلها عند تمام الأذان، وقد يتساءل بعض المسلمين عن ماهية الدعوة التامة المقصودة في هذا الدعاء، ولماذا نردد هذا الدعاء تحديدا خمس مرات يوميا، وهل هو واجب أم سنة، وغيرها من الأمور المتعلقة بتفاصيل شرح دعاء بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة، نوضحها لكم في هذا التقرير.
الدعاء بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة
يتساءل العديد من المسلمين عن الدعاء بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة، فما هي الدعوة التامة المقصودة في هذا الدعاء، وهو ما أوضحه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مؤكدا أن الأذان دعوة إلى الله عز وجل "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، فالأذان لكي يحج الناس وكي تجتمع وكي تصلي، وبالتالي فالأذان دعوة لكي يتجه الناس إلى الله عز وجل في هذا الوقت، منوها بأن الأذان يتضمن دعوة بقول المؤذن "حي على الصلاة"، "حي على الفلاح"، كما يقال في أذان الفجر "الصلاة خير من النوم"، فهو طلب أو دعوة للمؤمنين.

وعن باقي دعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة، فقد شرح الدكتور علي جمعة الدعاء، بقوله الدعوة التامة، تتمثل في دعوة المسلمين إلى الصلاة، كما إنها تامة، لأنها تشتمل على ذكر الله وعلى الشهادتين وعلى الطلب وعلى إعلان كلمة التوحيد، ثم يأتي في نفس الدعاء "والصلاة القائمة"، فالأذان دعوة لإقامة الصلاة كما جاء في قوله تعالى " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ"، ثم يأتي "آت سيدنا محمد"، وتُنطق بخطف كسر حرف التاء دون تأكيد الكسر، ثم "الوسيلة"، وهي منزلة متفردة للنبي، و"الفضيلة"، وهي زيادة المنزلة على سائر الخلق، و"الدرجة العالية الرفيعة" تعد تفسير ولكنها لم ترد في رواية البخاري، ثم "وابعثه مقاما محمودا"، وهو مقام الشفاعة الذي وعدته لأن الله عز وجل وعد بهذا المقام للنبي صلى الله عليه وسلم.
فضل دعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة
ورد فضل دعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة؛ صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، فأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة؛ حلت له الشفاعة".
ويتضح فصل دعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة، في الاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته، فمن يقول هذه الكلمات بعد الأذان يعظم الله أجره، وتثبت له شفاعة النبي لمن قالها مؤمنا ومات لا يشرك بالله شيئا، بل ويستحب الإكثار من الدعاء بعد دعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة، لأن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد، ولذلك يستحب الثناء على الله ودعائه بأسمائه الحسنى، " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ".
هل يجوز قول اللهم رب هذه الدعوة التامة بعد الإقامة
ويتساءل العديد من المسلمين، هل يجوز قول اللهم رب هذه الدعوة التامة بعد الإقامة؟ ووفقا لما رجحه العلماء، فإن هذا الدعاء يقال بعد الانتهاء من سماع الأذان مباشرة، ولكن رجح بعض أهل العلم أيضا أنه يحتمل أن يقال أثناء الأذان، فقال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله "من قال حين يسمع النداء"، أي: الأذان، وظاهره أنه يقول الذكر المذكور حال سماع الأذان، ولا يتقيّد بفراغه، لكن يحتمل أن يكون المراد من النداء تمامه؛ إذ المطلق يحمل على الكامل، ويؤيده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم بلفظ: قولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، ثم سلوا الله لي الوسيلة، ففي هذا أن ذلك يقال عند فراغ الأذان.
وأخيرا يعتبر دعاء بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة، من السنن المستحبة للمؤذن وغير المؤذن، فهو دعاء ليس بواجب، وإنما مستحب ويقول فيه المسلم " اللهم صل وسلم على رسول الله، أو اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد".

0 تعليق