13 يوليو 2025, 3:35 مساءً
قال الدكتور فهيد بن سالم العجمي، عضو هيئة الصحفيين السعوديين، كاتب صحفي، محلل سياسي، ومستشار في الإعلام الرقمي: حينما نتأمل في حالة الاستقرار الأمني التي تنعم بها المملكة العربية السعودية اليوم، نجد أنفسنا أمام تجربة فريدة على مستوى المنطقة والعالم. فالأمن في السعودية لم يكن في يوم من الأيام نتيجة عابرة لقرارات وقتية، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية طويلة الأمد، غرسها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وسقاها بالحنكة والشجاعة والحكمة، حتى باتت ثقافة دولة ومنهجًا راسخًا في وجدان كل مواطن ومقيم على أرضها.
لقد استطاع المؤسس، في وقت كانت فيه الجغرافيا العربية تموج بالفوضى والشتات، أن يؤسس كيانًا موحدًا، ويربط أطراف الجزيرة العربية تحت راية التوحيد، معتمدًا على قيم العدل، والحزم، والرحمة، والشريعة الإسلامية الغرّاء. هذه القيم لم تكن شعارات، بل تحولت إلى منظومة متكاملة من السياسات الأمنية والإدارية والاجتماعية التي رسّخت دولة الأمن والاستقرار.
وما إن سلّم الراية لأبنائه الملوك من بعده، حتى استمر هذا النهج بكل أمانة وصدق. فكل ملك من ملوك المملكة أضاف لبنة جديدة في صرح الأمن، وساهم في تطويره بما يواكب متغيرات الزمن واحتياجات المواطن، حتى باتت المملكة مضرب المثل في العالم العربي والإسلامي في تحقيق الأمن الشامل: أمن العقيدة، وأمن المواطن، وأمن الاقتصاد، وأمن الحدود.
وفي عهد الحزم والرؤية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – شهدت المنظومة الأمنية في المملكة تطورًا نوعيًّا غير مسبوق، تجلّى في:
???? تحديث أنظمة الحوكمة الأمنية
???? الاستثمار في الكفاءات الوطنية وتدريبها
???? التوسع في الذكاء الاصطناعي وتقنيات المراقبة الاستباقية
???? تعزيز الأمن السيبراني والتصدي للتهديدات الإلكترونية
???? التكامل الكامل بين مختلف الأجهزة الأمنية برؤية موحّدة يقودها سمو ولي العهد من خلال رؤية السعودية 2030
ولم يقتصر هذا التقدم على البنية الأمنية وحدها، بل شمل المفهوم الاجتماعي للأمن، حيث أصبحت الشراكة المجتمعية ومشاركة المواطن في حفظ أمن وطنه سلوكًا يوميًّا، مدعومًا بثقة المواطن في أجهزته الأمنية، واحترامه للأنظمة والقوانين.
لقد أصبحت السعودية – بفضل الله أولًا، ثم بفضل قيادتها الحكيمة – نموذجًا عالميًّا للدولة الآمنة في محيط مليء بالاضطرابات والتهديدات. دولة تبني أمنها لا على البطش أو القمع، بل على العدالة والشفافية، والحزم المنضبط بروح النظام.
وإذا كان البعض يقيس الأمن بالبوابات والكاميرات، فإن الأمن الحقيقي في المملكة يُقاس بثقة المواطن، ويقظة رجاله، ورسوخ نهجه في عقل الدولة السعودية منذ التأسيس حتى اليوم.
ولهذا نؤمن إيمانًا راسخًا أن الأمن في المملكة ليس هبةً عابرة، بل مسؤولية وطنية، وهوية دولة، وميراث قيادة نذرت نفسها لخدمة دينها ووطنها وأمتها.
0 تعليق