ألقى د.محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، كلمة نيابةً عن الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال افتتاح برنامج تدريب الصحفيين على تغطية القضايا الدينية والإفتائية، الذي تنظمه دار الإفتاء بمشاركة نخبة من القيادات الدينية والإعلامية.
وفي مستهل كلمته، نقل د. الضويني تحيات الإمام الأكبر، وتمنياته بأن يحقق هذا اللقاء أهدافه المنشودة، معربًا عن تقديره لدار الإفتاء المصرية وعلى رأسها د.نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، نظرًا لوعيهم الرشيد برسالة المؤسسات الدينية، وسعيهم الحثيث لتأصيل خطاب ديني متزن وتكاملي.
وقال وكيل الأزهر إن هذا اللقاء ليس مجرد دورة تدريبية، بل خطوة على طريق بناء فهم صحيح لتناول القضايا الدينية، وتحصين المجتمع من الانحرافات الفكرية والمفاهيم المغلوطة، مشيرًا إلى أن الإعلام يؤدي دورًا بالغ التأثير في تشكيل وعي المجتمعات، لا سيما في ظل الأحداث العالمية المتسارعة، والحراك المتنامي في مختلف مجالات الحياة.
وأوضح الضويني أن الإعلام ، بما يملكه من أدوات، قد يكون منبرًا لنشر الوسطية والوعي، أو وسيلة لترويج الانحرافات والشرور الأخلاقية، موضحًا أن الواقع يؤكد أن الإعلام ليس لونًا واحدًا، فهناك الإعلام الأسود الذي يُسخر لتقويض الأمن وزعزعة الاستقرار، وهناك الإعلام الرمادي الذي يتخفى خلف ستار الحياد، بينما يروج أفكارًا هدامة، من خلال تلميع النكرات واستضافة المجاهيل.
كما أكد وكيل الأزهر أن الكلمة ستظل أقوى سلاح في تاريخ البشرية، فهى التي تقيم الحروب، وهي التي تحيي الوعي، لافتا إلى أن تأثير الكلمة قد تعاظم في عصر الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة، ما يحمِّل الإعلاميين مسؤولية مضاعفة في حفظ الهوية وحماية العقول، خاصة لدى الأجيال الناشئة.
شدَّد على أن الأزهر، باعتباره المرجعية الدينية الكبرى في العالم الإسلامي، لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات تشويه الوعي أو تقويض الهوية، بل يعمل جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الدينية كافة لتقديم خطاب متوازن يقوم على العلم والحق.
واختتم الضويني كلمته بالتأكيد أن مسؤولية الإعلام أصبحت اليوم مسؤولية حضارية ووطنية، داعيًا إلى تجديد الخطاب الإعلامي ليكون أداةً فعالة في نشر القيم، وداعمًا للتنمية والوعي، خاصة في ظل إدراك الدول الكبرى لأهمية الإعلام ودَوره في بناء العقول وتحقيق التقدم، مشيرًا إلى أن الكلمة أمانة، ويجب على الصحفيين والإعلاميين أن يكونوا جسور تواصل بين التخصصات الدينية والعلمية والفكرية، حريصين على الصدق والموضوعية.
شهد افتتاح البرنامج حضور نخبة من القيادات الدينية والفكرية والإعلامية، على رأسهم د.محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، بجانب عدد من الإعلاميين والصحفيين المهتمين بالشأن الديني.
0 تعليق