على هامش فعاليات مؤتمر التراث الثاني..
افتتح الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، يرافقه أبوبكر الكندي، مدير المعهد، المعرض المصاحب لمؤتمر التراث الثاني، المقام تحت شعار «تراثنا بعيونهم»، في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة، وسط حضور نخبة من الباحثين والمختصين في الشأن الثقافي والتراثي، حيث تجوّل في أقسامه المختلفة برفقة ضيوف المؤتمر، مطّلعين على محتوياته الغنية التي توثق نظرة الغرب إلى تراث الشرق، من خلال المدونات الرحلية والتبشيرية وما في حكمها، ووثائق نادرة ولوحات وأعمال بصرية ومعرفية متميزة.

انطلاق فعاليات الجلسة الأولى تحت عنوان “التراث الشعبي في الدونات الرحلية الغربية”
وانطلقت الجلسة الأولى «التراث الشعبي في المدونات الرحلية الغربية بين التوثيق والتشويه (1)»، بمشاركة الباحث الكويتي طلال الرميضي، والباحث البحريني محمد ناصر لوري، والكاتب والباحث المصري أحمد بهي الدين، والباحث القطري محمد البلوشي، وأدارها الدكتور حمد بن صراي.
وقدّم طلال الرميضي ورقة بعنوان «الغوص على اللؤلؤ.. رحالة فرنسي»، استعرض خلالها تجربة الصحفي الفرنسي الشهير ألبير لوندر، الذي زار منطقة الخليج العربي عام 1930 بهدف ركوب إحدى السفن الشراعية في موسم الغوص، ونقل مشاهداته الواقعية لحياة الغواصين في كتابه المعروف «صائدو اللؤلؤ»، موثقًا تفاصيل دقيقة عن الظروف القاسية لعالم اللؤلؤ.

كما قدّم محمد ناصر لوري ورقة بعنوان «التراث العربي في كتابات الرحالة الغربيين بين دقة التوثيق والنزعة الاستشراقية»، أوضح فيها أن مدونات الرحالة والمستشرقين تشكّل مرآة مزدوجة تعكس التفاعل بين الثقافة العربية ونظرة الآخر الغربي، بين التوثيق الموضوعي والانحيازات الثقافية. وسلّط الضوء على جهود جمعية تاريخ وآثار البحرين في ترجمة أربعة أعمال رئيسة، منها: «رحلة العقيد لويس بيلي إلى الرياض»، و«تقرير القبائل والموانئ على سواحل الخليج»، و«مذكرات جورج فورستر سادلير»، و«مائة عام من الخدمات الطبية» للطبيب بول هاريسون.
رئيس “هيئة الكتاب” يشارك بورقة تحت عنوان “التقاليد الشفاهية كما وثقها الاستشراق”
وناقش د. أحمد بهي الدين في ورقته «التقاليد الشفاهية كما وثقها الاستشراق»، بدايات الاهتمام بـ التراث الثقافي غير المادي في الفكر الغربي، من خلال قصة المصطلح الذي صكه السير ويليام جونز وبعث به إلى مجلة بريطانية باسم مستعار، مؤكدًا أن تلك السرديات مثلت مقدمة لبروز علم جديد معنيّ بدراسة الفولكلور.
واختتم محمد البلوشي الجلسة بورقة بعنوان «دور الرحالة والمستشرقين في توثيق التراث العربي بصريًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين»، تطرق فيها إلى أهمية الوثائق البصرية من خرائط ورسومات ولوحات في نقل ملامح دقيقة عن المظاهر الثقافية في المنطقة.
0 تعليق