30 يونيو 2025, 3:28 مساءً
يحتفي متحف تيم لاب بلا حدود بمرور عامٍ على افتتاحه في جدة التاريخية، أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، خلال شهر يونيو 2024، كأول متحف دائم للفنون الرقمية في المملكة، والذي يُقدّم تجربةً استثنائية تمزج بين الفن والتقنية ضمن بيئةٍ تفاعلية تتغير باستمرار، وتمنح الزائر دوراً فاعلاً في تشكيل التجربة.
وقد استقطب المتحف خلال عامه الأول زواراً يمثّلون أكثر من 25 جنسية، وخصوصاً فئة الشباب ومحبي الفنون الرقمية، الذين وجدوا في هذا الفضاء الإبداعي تجربة معاصرة تستجيب لتطلعاتهم، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتفاعل مع الفن. ويتميّز المتحف بعدم وجود خرائط أو مسارات محددة، مما يتيح للزائر حرية التجوّل والاكتشاف بنفسه، والانخراط المباشر في الأعمال الفنية، حيث تستجيب المعروضات لحركته وتتغير معها بمرور الوقت، مما يجعل كل زيارة مختلفة عن الأخرى. ويُشكّل هذا الطابع الاستكشافي جزءاً أساسياً من تجربة المتحف، ويُسهم في رغبة الزائر بالعودة لمرات متعددة لاكتشاف جوانب جديدة في كل مرة.
وتتغير الأعمال الفنية داخل المتحف بانسجام مع إيقاع المواسم؛ ففي عمل مثل تكاثر الحياة الهائلة تتبدل الزهور شهرياً، في حين تتحول تكوينات غابة المصابيح وأزهار في الشفافية اللانهائية بحسب الفصول الأربعة، في الوقت الذي يحافظ فيه عمل ذاكرة التضاريس على مشهدٍ ثابتٍ ظاهرياً، يتغير من الداخل بإيقاع دقيق، ويمنح كل لحظةٍ طابعاً خاصاً.
ويأتي متحف تيم لاب بلا حدود ضمن جهود وزارة الثقافة في تحويل المواقع التاريخية إلى منصاتٍ تفاعلية للفن المعاصر، وتفعيل الاقتصاد الإبداعي عبر التجارب التي تجمع بين الابتكار البصري والحس الجمالي والبعد المعرفي، انسجاماً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في دعم الصناعات الإبداعية، وتعزيز حضور المملكة عالمياً في مجالات الفن والتقنية، حيث يُجسّد المتحف هذا التوجّه، بوصفه نموذجاً فريداً لمتحفٍ حيٍّ يُعيد تشكيل الفن باستمرارٍ، ويمنح الزائر تجربة شخصية لا تتكرر.
0 تعليق