كانت تحلم أن تكون مهندسة.. شيماء إحدى ضحايا حادث الإقليمي بالمنوفية كانت تخرج للعمل بـ 120 جنيهًا يوميًا - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 28/يونيو/2025 - 01:39 ص

أضف للمفضلة

شارك شارك

في صباحٍ لم يُكمل شمسه، كانت شيماء عبد الحميد، ابنة قرية كفر السنابسة، التابعة لمركز منوف تحمل حلمًا كبيرًا أكبر من سنوات عمرها، فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، بالكاد أنهت عامها الأول في كلية الهندسة بجامعة المنوفية، لكنها كانت تدرك أن الحلم وحده لا يكفي، وأن الطريق إليه مرصوفٌ بالتعب والكفاح.

شيماء، الطالبة المجتهدة الهادئة، قررت ألا تثقل على كاهل أسرتها، عرفت أن مصاريف الكلية والمذاكرة والدروس والتنقلات كثيرة، فاختارت أن تعمل خلال الإجازة الصيفية، لم تكن تبحث عن الراحة، بل اختارت العمل في مزرعة عنب على الطريق الصحراوي مقابل "يومية" لا تتجاوز 120 جنيهًا. 

مبلغ زهيد لكنه كان يعني لها الكثير، كان خطوة على طريق الحلم، ودليلًا على شرف المحاولة.

في هذا الصباح المشؤوم، كانت شيماء في طريقها مع زميلاتها بسيارة ميكروباص، يحملن في قلوبهن الأمل، وفي أيديهن لقمة عيش كريمة، لكن القدر كان أسرع على الطريق الإقليمي، اصطدمت سيارة نقل بالمركبة التي كانت تقلّهن، ليسقط الحلم قبل أن يكتمل، وترتفع روح شيماء إلى بارئها، وسط دموع من عرفوها وأحبّوها.

رحلت شيماء، لكنها تركت خلفها درسًا عظيمًا في الكرامة والكد والاجتهاد، لم تكن تنتظر شيئًا من أحد، بل آمنت أن عليها أن تسعى، وفعلًا سعت.. حتى الرمق الأخير.

في جنازتها، بكاها أهل قريتها، وزملاؤها في الكلية، وكل من سمع قصتها. لم تكن مجرد طالبة، بل كانت نموذجًا لفتاة مصرية أصيلة، تعرف قيمة العلم والعمل، وتحمل في داخلها نورًا لم ينطفئ حتى بعد رحيلها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق