
27 يونيو 2025 - 04:00
تعيش جماهير الرجاء الرياضي لحظة مفصلية وهي تترقب ما سيسفر عنه الجمع العام المقبل، التي سيحدد هوية الرئيس الجديد للنادي، في ظل منافسة محتدمة بين ثلاثة أسماء بارزة تحمل رؤى متباينة، وطموحات كبيرة لإعادة صياغة مستقبل أحد أعرق أندية القارة السمراء.
عبد الله بيراوين، سعيد حسبان، وجواد الزيات، ثلاثي تقدم لقيادة الرجاء في توقيت بالغ الحساسية، بعد سنوات من التقلبات الإدارية والرياضية التي أنهكت الفريق، ودفعت القاعدة الجماهيرية إلى البحث عن مشروع يعيد للنادي بريقه وهويته المفقودة.
عبد الله بيراوين.. من الرئيس الانتقالي إلى رجل التوازن
تولى عبد الله بيراوين قيادة الرجاء في فترة انتقالية أعقبت فراغًا إداريًا، ونجح خلالها في تهدئة الأجواء داخل المكتب المسير، وإن بشكل نسبي. بعيدًا عن الظهور الإعلامي، ركّز بيراوين على إعادة بعض الانسجام بين مكونات الإدارة، واستطاع كسب دعم بعض المنخرطين.
رغم افتقاده لخلفية رياضية كلاسيكية، إلا أن بيراوين يعوّل على تجربته التسييرية وهدوئه في التعامل مع الأزمات لتعزيز حظوظه. ترشّحه اليوم يأتي من موقع يراهن على الاستمرارية، وليس من باب التجريب، في وقت يبحث فيه النادي عن استقرار إداري.
سعيد حسبان.. رهان “العقلنة” في زمن الأزمات
يخوض سعيد حسبان غمار الانتخابات مجددًا مستندًا إلى تجربته السابقة على رأس النادي، والتي وُسمت بالحذر المالي والتقشف. يرى حسبان في ترشحه فرصة لإعادة ضبط التوازن المالي للنادي، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تواجه الكرة المغربية.
في المقابل، لا تزال فترة رئاسته السابقة محل نقاش في الأوساط الرجاوية، إذ يعتبر البعض أن تشدده في النفقات أثّر على الطموح الرياضي للفريق. ورغم ذلك، يعوّل حسبان على خطاب “العقلنة” لمخاطبة فئة تبحث عن تسيير متوازن دون الدخول في مغامرات مالية غير محسوبة.
جواد الزيات.. مشروع التحديث والتحول المؤسسي
جواد الزيات بدوره يدخل السباق واضعًا على الطاولة مشروعه السابق، الذي ارتكز على إدخال النادي في مرحلة تحديث إداري ومؤسساتي. يدعو الزيات إلى تحويل الرجاء إلى شركة رياضية، وتنويع موارده المالية عبر شراكات استراتيجية.
رغم أن ولايته السابقة لم تكتمل، إلا أن الزيات يقدّم نفسه كخيار إصلاحي بديل، يوازن بين الطموح الرياضي والتدبير المؤسساتي، مستندًا إلى شبكة علاقاته داخل وخارج الوسط الرياضي. ويعوّل على رغبة فئة من المنخرطين في السير نحو نموذج حديث لتسيير الأندية.
وقد حدّد المكتب المديري لنادي الرجاء يوم 7 يوليوز كآخر أجل لإيداع الترشيحات بشكل رسمي، لحسم في هوية الرئيس في الجمع العام، الذي لا يُنتظر منه فقط انتخاب رئيس جديد، بل إطلاق مرحلة جديدة في مسار الرجاء. فالنادي، الذي عاش تقلبات كبيرة في المواسم الأخيرة، أمام مفترق طرق بين تعزيز ما بدأه بيراوين، أو إعادة الثقة لأسماء سابقة، أو اختيار مقاربة جديدة تتجاوز الشعارات إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.
وبين ماضٍ لا يزال يُناقش، وحاضر يحتاج لإعادة ترتيب، ومستقبل محفوف بالتحديات، تبقى أعين جماهير “النسور” شاخصة نحو من يملك الكفاءة لإعادة الرجاء إلى مكانته الكروية والتنظيمية.
0 تعليق