الجمعة 27/يونيو/2025 - 04:40 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
تتصاعد التكهنات حول دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء الحرب في غزة، وسط تقارير تشير إلى تحركات دبلوماسية واسعة النطاق تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي.
تصريحات ترامب الأخيرة حول إنهاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب خططه لتوسيع اتفاقيات إبراهام ودعم حل الدولتين، أثارت نقاشات حول إمكانية تحقيقه لسلام شامل في الشرق الأوسط.
لكن، هل يمكن لترامب أن يصبح «رجل السلام» أم أن هذه التحركات تخفي أجندات سياسية أخرى؟ وما التداعيات المحتملة، وعلاقتها بالأزمة الإنسانية في غزة؟
تحرك دبلوماسي
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن تصريحات ترامب بشأن إنهاء محاكمة نتنياهو لم تكن عشوائية، بل جزءًا من تحرك دبلوماسي واسع يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال توسيع اتفاقيات التطبيع.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن ترامب ونتنياهو اتفقا خلال محادثة هاتفية على إنهاء الحرب خلال أسبوعين، مع مشاركة أربع دول عربية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، ونفي قيادات حماس، وإطلاق سراح الرهائن.
هل يدفع ترامب لإنهاء حرب غزة ومحاكمة نتنياهو؟
تتضمن الخطة أيضًا توسيع اتفاقيات إبراهام دولًا جديدة، تتصدرها: سوريا، مع اعتراف هذه الدول بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية.
في المقابل، ستعبر إسرائيل عن استعدادها لدعم حل الدولتين، بشرط إصلاحات في السلطة الفلسطينية، بينما ستعترف الولايات المتحدة بتطبيق سيادة إسرائيلية محدودة على أجزاء من الضفة الغربية.
هذه الخطة، التي وصفتها صحيفة إسرائيل هيوم بالطموحة، تهدف إلى تغيير نظام التحالفات الإقليمية، مع التركيز على إضعاف نفوذ إيران وتفكيك الجماعات المتقاطعة معها.
نتائج مستهدفة
تصريحات ترامب حول إنهاء محاكمة نتنياهو، التي واجه فيها تهم الفساد، أثارت جدلًا واسعًا، فقد دعا ترامب إلى إلغاء المحاكمة أو منح نتنياهو عفوًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل وستنقذ نتنياهو الآن.
هذه التصريحات، التي وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها جزء من تحرك دبلوماسي، أثارت انتقادات المعارضة الإسرائيلية التي رأت فيها تدخلًا خارجيًا.
ويدرس أعضاء الائتلاف الحاكم استغلال هذا البيان لدعم مشروع قانون لإلغاء المحاكمة، مما يشير إلى أن الدعم الأمريكي قد يكون أداة سياسية لتعزيز موقف نتنياهو داخليًا.
صحيفة إسرائيل هيوم، تشير إلى أن ترامب ضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب قبل الهجوم على إيران، واستأنف هذا الضغط بعد انتهائه.
هذا الضغط يعكس هيمنة ترامب على القرار الإسرائيلي، حيث أشار محللون إلى أن نتنياهو رضخ لضغوط مماثلة في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
ومع ذلك، يرى البعض أن دعم ترامب قد يكون مشروطًا بهدايا مثل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وإلغاء عقوبات إدارة بايدن على المستوطنين، ودعم استئناف الحرب لاحقًا.
أوهام أم حقيقة؟
توسيع اتفاقيات التطبيع، التي أسسها ترامب في ولايته الأولى، تشكل محورًا رئيسيًا في خطته، فالاتفاقيات، التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، تهدف إلى ضم دول جديدة كسوريا.
وتشترط السعودية إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع، وهو ما يتعارض مع موقف نتنياهو الرافض للسيادة الفلسطينية.
وعد ترامب بدعم حل الدولتين يبدو مشروطًا بإصلاحات في السلطة الفلسطينية، مما يثير شكوكًا حول جديته، خاصة في ضوء تصريحات صهره جاريد كوشنر، الذي وصف إقامة دولة فلسطينية بمكافأة للإرهاب.
هذا التناقض يعكس تحديات تحقيق حل الدولتين، الذي دعمته السلطة الفلسطينية وحتى حماس بشكل مشروط في 2017، لكنه يواجه رفضًا إسرائيليًا متكررًا.
السلام والتهجير
تشير معلومات إلى أن خطة ترامب تتضمن السماح لسكان غزة بالهجرة الطوعية إلى دول أخرى، وهو اقتراح أثار انتقادات واسعة باعتباره تهجيرًا قسريًا تحت غطاء سياسي.
وحذر مراقبون من أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد في غزة يشبه الضفة الغربية، من خلال تقسيم القطاع إلى كانتونات معزولة ومنع إعادة الإعمار إلا بشروط تلغي حق العودة.
هذه السياسات، إلى جانب الأزمة الإنسانية المستمرة، تجعل من الصعب تصديق وعود السلام دون خطوات ملموسة لمعالجة معاناة الفلسطينيين.
تثير خطة ترامب تساؤلات حول نواياها الحقيقية، من جهة، قد يُنظر إلى الضغط لإنهاء الحرب وتوسيع التطبيع ودعم حل الدولتين كخطوات نحو السلام.
من جهة أخرى، فإن ارتباط هذه الخطة بمصالح سياسية، مثل إنقاذ نتنياهو من المحاكمة ودعم التوسع الاستيطاني، يثير الشكوك حول مدى التزامها بحقوق الفلسطينيين.
الأزمة الإنسانية في غزة، تكشف عن فجوة واسعة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، حيث يُقتل المدنيون أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
هذا التحركات تمثل تحركًا دبلوماسيًا طموحًا، ومع ذلك، فإن نجاحها يعتمد على مدى قدرتها على معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وضمان حقوق الفلسطينيين، وتجاوز التناقضات السياسية.
فهل سيكون ترامب "رجل السلام"؟ الإجابة تعتمد على ما إذا كانت خطته ستركز على مصالح الشعب الفلسطيني أم ستظل أداة لتعزيز الأجندات السياسية لنتنياهو وحلفائه.
0 تعليق