قالت كيلي قسيس، المستشارة السياسية الفرنسية ومديرة العلاقات الدولية في مركز الشئون السياسية والخارجية الفرنسي (CPFA) إن الحرب بين إيران وإسرائيل التي انتهت بإعلان وقف إطلاق النار، أثرت على الإدارة الأمريكية من الداخل، لاسيما مع الانقسامات التي ظهرت بسبب التدخل الأمريكي لإيران.
زيادة الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية
وأشارت قسيس، في تصريحات لـ"الدستور"، إن الضربات على إيران أدت إلى تفاقم الانقسامات التي كانت واضحة بالفعل داخل قاعدة ترامب وإدارته، وأعرب الكثيرون في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل مارجوري تايلور جرين وتاكر كارلسون، عن قلقهم العميق إزاء ما يعتبرونه تورطًا جديدًا في حرب خارجية لا تواجه فيها الولايات المتحدة أي تهديد مباشر، ما يعكس تيارًا انعزاليًا راسخًا يرى أن التدخلات العسكرية تتعارض مع أجندة "أمريكا أولاً".
وأوضحت أنه داخل الإدارة أثارت تقييمات تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأكثر حذرًا، توترًا، وأدت تصريحاتها التي تشير إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط للحصول على قنبلة نووية قبل الضربات إلى توبيخ علني من ترامب، وبينما لا تزال في منصبها، كشف هذا الصدام عن خطوط فاصلة بين تقييمات الاستخبارات والاستراتيجية التي اختارها الرئيس.
وأضافت أن هناك انتقادات متزايدة لفشل الإدارة في إخطار الكونجرس قبل إطلاق عملية عسكرية بهذه الأهمية، ويثير هذا القرار مخاوف دستورية، وقد يؤدي، إذا تورطت الولايات المتحدة في صراع طويل الأمد دون موافقة الكونجرس، إلى تأجيج دعوات لعزله،أ في حين أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان هذا سيتحقق، فإن هذا الخطر يُضيف طبقة أخرى من عدم الاستقرار إلى موقف الإدارة.
ومن منظور مستقبلي، قد يُعمّق صراع إقليمي طويل الأمد التوترات داخل قاعدة ترامب، ويُثير ردود فعل تشريعية عنيفة، ويُوتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على المديين المتوسط والطويل، خاصةً إذا اعتُبرت إسرائيل هي من جرّت الولايات المتحدة إلى حرب لم تعد تخدم المصالح الأمريكية.
تأثير حرب إيران على مكانة الولايات المتحدة
وأكدت أن هذه الأحداث تُقوّض مكانة أمريكا العالمية، لطالما قدّمت الولايات المتحدة نفسها كضامن لنظام دولي قائم على القواعد، مع أن هذا الادعاء كان دائمًا محلّ تساؤل، وتُفاقم التطورات الأخيرة من تآكل هذه الصورة، لافتة إلى أن دعم واشنطن الثابت لإسرائيل، حتى لو جاء على حساب مصالحها الاستراتيجية الأوسع، يُعزّز تصورات ازدواجية المعايير ويُضعف مصداقيتها كقائد عالمي، وبناءً على تطورات الوضع، يُخاطر هذا بأن يُصبح أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية الأمريكية منذ غزو العراق عام 2003، مع بعض الديناميكيات المتشابهة بشكل لافت: الشعور بالغطرسة، وتسييس الاستخبارات، والفشل في تقدير التعقيدات الإقليمية، والتغاضي عن العواقب غير المقصودة.
0 تعليق