الثلاثاء 24/يونيو/2025 - 07:27 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
بعد 12 يوما متصلة انتهت حرب تجريبية بين إيران والكيان المحتل، حاول كل منهما الخروج منتصرًا بينما آلت النتيجة في نهاية الأمر إلى أن "لا غالب ولا مغلوب".
خسرت إيران عددا من القادة العسكريين من الصف الأول خاصة في اليوم الأول للهجمات الإسرائيلية، على رأسهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، فضلا عن عدد من أبرز العلماء.
وإن عادلنا الكفتين بمقاييس الحروب سترجح كفة إيران قليلا رغم خسائرها الفادحة، حيث يقاس المنتصر في كل حرب بما تحقق من أهداف سعى إليها.
إسرائيل هي من بدأت الحرب وهاجمت إيران بهدف القضاء على النظام الإيراني والقضاء تماما على البرنامج النووي الإيراني، إذ يسعى الكيان المحتل لاستمرار بسط نفوذه على المنطقة وتهديد الجميع مستغلا أن تل أبيب هي فقط من تملك السلاح النووي ولا تأبى لوجود قوة أخرى تقارعها.
وتبين لاحقا من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية أنها كانت على منشآت ومبانٍ فارغة، إذ نقلت طهران سابقًا اليورانيوم المخصب إلى أماكن سرية وغير معلومة.
وكانت نقلت إيران بالفعل اليورانيوم المخصب من منشأة نطنز إلى منشأة أخرى تحت جبل الفأس، قبل اندلاع الحرب، ثم نقلت اليورانيوم المخصب من منشأة فوردو إلى مكان غير معلوم قبل الضربة الأمريكية.
وانتهت الحرب ولم يسقط النظام الإيراني، وحافظت طهران على جزء من البرنامج النووي التي تملكه، والذي يتكون من 4 أجزاء: العلماء، المنشآت، اليورانيوم الخام، الخبرة النووية.
وطبقًا لذلك، يتضح الآتي:
- إيران خسرت عدد من العلماء لكنها تملك آخرين وأعدت بالفعل جيلا جديدا من العلماء النوويين في مؤسساتها العلمية والبحثية.
- دُمرت منشآت نووية، لكنها بالفعل كانت بنت منشآت أخرى سرية تحت الأرض وفي أعماق الجبال، كما أنها تستطيع بناء منشآت أخرى.
- أصبحت إيران تملك الخبرة النووية التي تمكنها من استكمال برنامجها النووي في أي وقت.
- حصلت على اليورانيوم المخصب بالفعل، حيث كشفت تقارير نشرتها واشنطن بوست عن أن إيران خصبت بالفعل نحو 400 كيلو جرام من اليورانيوم بنسبة 60%، فضلا عن يورانيوم مخصب بنسبة 83% ولكن كميته غير معلومة، وبالتالي قادرة على صنع ما لا يقل عن 9 قنابل نووية "إن لم تكن صنعت بالفعل".
بينما في المقابل، كسرت إيران شوكة إسرائيل في المنطقة، وأظهرتها أنها ضعيفة للغاية ويمكن التغلب عليها بسهولة لولا الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة، وذلك باستخدام الصواريخ والمسيرات فقط، دون مقاتلات أو جيش بري أو بحري، وأظهرت نوعا جديدا من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية المصنعة محليا رغم الحصار المفروض عليها منذ 46 عاما.
وكانت إسرائيل تسوق لنفسها على أنها لا تقهر وتملك أنظمة دفاع جوي يستحيل خرقها، بالاعتماد على منظومات: السهم "آرو-3"، مقلاع داود، القبة الحديدية، منظومة ثاد الأمريكية "والتي تعتبر الأقوى والأحدث للولايات المتحدة".
واستطاعت الصواريخ الإيرانية خرق منظومات الدفاع الإسرائيلية وأحدثت دمارًا كبيرًا داخل مناطق الاحتلال، كما أظهرت الضعف الكبير لمنظومة الدفاع الأمريكية الأقوى والأحدث ما يعد ضربة قوية للصناعات الدفاعية الأمريكية.
صحيح الحرب بين إيران وإسرائيل قد تكون انتهت، ولكن يمكن وصفها بأنها إحدى جولات حروب الشرق الأوسط التي تعد امتدادًا تاريخيًا لصراعات كثيرة سابقة وأخرى مستمرة لم تنتهِ بعد.
0 تعليق