الثلاثاء 24/يونيو/2025 - 01:33 ص
أضف للمفضلة
شارك شارك
لم تكن ثواني الانهيار سوى بداية لماراثون إنقاذ شاركت فيه فرق الحماية المدنية بالقاهرة، بقيادة اللواء جمال ياسين، الذي أشرف ميدانيًا على جهود انتشال الجثامين وإنقاذ المصابين في حادث انهيار عقار السيدة زينب، ثم لاحقًا في كارثة انهيار عقارين بحدائق القبة.
أجهزة حديثة وخبرة ميدانية.. كيف أنقذت الحماية المدنية أرواح ضحايا الانهيارات في القاهرة؟
ففي وقت باتت فيه الحوادث المفاجئة أكثر قسوة، نجحت وزارة الداخلية عبر الإدارة العامة للحماية المدنية في إثبات كفاءة نوعية في التعامل مع الكوارث، بفضل تكنولوجيا متطورة وأجهزة دقيقة لتحديد مواقع المفقودين تحت الأنقاض، في خطوة اختصرت ساعات البحث وساهمت في إنقاذ أرواح قبل أن توافيها المنية.
تقنيات حديثة في خدمة الأرواح
من بين الأدوات التي اعتمدت عليها الحماية المدنية:جهاز استشعار حيوي لرصد الأنفاس والحركة تحت الركام، ورادارات حرارية تكشف وجود أجسام بشرية بدقة، وأجهزة صوت دقيقة تلتقط حتى أدق الأصوات من باطن الأنقاض.
هذه المعدات، التي وفرتها وزارة الداخلية ضمن خطة تطوير شاملة، ساعدت رجال الإنقاذ في تحديد مواقع المفقودين بدقة، خاصة في حالات مثل الطفلة حور التي تم إنقاذها حية من عقار حدائق القبة، قبل أن تلفظ أنفاسها لاحقًا، بعد ساعات من البحث المضني.
السيدة زينب.. البداية التي لفتت الأنظار
في 18 يونيو الجاري، انهار عقار مكون من 5 طوابق بمنطقة السيدة زينب، وشهد الحادث تفاعلًا سريعًا من قوات الإنقاذ، التي استعانت بالتكنولوجيا الحديثة لتحديد أماكن الضحايا وسط الكتل الخرسانية، وسط متابعة مستمرة من اللواء جمال ياسين.
وأكدت مصادر من موقع الحادث أن التعامل مع الأزمة تم بمنهج علمي مدروس، بعيدًا عن العشوائية، بفضل توجيهات مباشرة ومتابعة مستمرة، ما ساهم في تقليص عدد الضحايا رغم عنف الانهيار.
كارثة حدائق القبة.. تحدٍّ أكبر واستجابة أسرع
بعدها بيومين فقط، انهار عقاران متجاوران بشارع الخليج المصري في حدائق القبة، ليكون التحدي الأكبر أمام فرق الحماية المدنية، خاصة مع تضاعف عدد المصابين والمفقودين، وصعوبة تضاريس الموقع.
الاستجابة كانت حاسمة؛ حيث تم الدفع بـ فرق إنقاذ مدربة وسيارات إسعاف مجهزة ومعدات ثقيلة ووحدات دعم نفسي للهلال الأحمر.
وأسهمت الأجهزة الحديثة مرة أخرى في تحديد أماكن جثامين داخل الأنقاض، مما أدى إلى انتشال 10 جثث وإنقاذ 6 أشخاص أحياء، وسط إشادة مجتمعية كبيرة بتعامل القوات.
رغم قسوة الحوادث، إلا أنها أبرزت مدى جاهزية فرق الحماية المدنية، وأهمية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لإنقاذ الأرواح.
0 تعليق